مع احتفالاتنا بذكرى العاشر من رمضان تذكرت طلعة استطلاع جوى نفذتها فى 16 أكتوبر 73، عند تخطيط إسرائيل للعبور إلى الضفة الغربية للقناة فى منطقة الدفرسوار، حيث حشدت مدرعات ومدفعيات وقواذف صواريخ لتنفيذ هذه المهمة.
والهدف من الطلعة كان استطلاع الطريق من الدفرسوار إلى تقاطع الطاسة، حيث يوجد مركز العمليات الرئيسي لسيناء بعمق حوالى ٤٠ كم شرق القناة.
وقد كانت نتائج هذه الطلعة شديدة الغرابة، وجاءت بمعلومات كثيرة جدا وموثقة بصور جوية.. إحدى هذه المعلومات وجود كوبرى متشابك وجاهز للدفع به إلى القناة محمل على عربات عجل كاويتشوك بطول يصل إلى ١٩٠م شرق الدفرسوار بحوالى ٦كم وهو أمر غير عادى فمن المعروف أن براطيم الكبارى تنزل المياه عربة عربة (عربات مجنزرة)، ثم تتشابك فى المياه لتكوين جسم الكوبرى.
كانت هذه الطلعة بطائرة واحدة منفردة، نظرا لوجود قوات كثيفة ومتقاتلة فى المنطقة ونفذت على ارتفاع منخفض جدا وبسرعة عالية وبدون حماية جوية.
كانت القوات الإسرائيلية قد حشدت بالفاصل بين الجيشين قوات مدرعة ومدفعيات وقواذف صواريخ أرضيه لتوسيع هذا الفاصل ليستوعب قواتها بعد إقامة الكوبرى للعبور غربا.
هناك الكثير من المعلومات أيضا أظهرتها هذه الطلعة، منها على سبيل المثال مناطق تجميع القتلى الإسرائيليين، والتى نشرت فى مجلة المصور فى نهاية شهر أكتوبر ٧٣ والتى حاولت إسرائيل إخفاءها لأن أعدادها كانت كثيرة.
ما زالت صفحات نصر أكتوبر ٧٣ لم تُقرأ كلها بعد.. أطال الله فى أعمار من شاركوا فى صنع هذا النصر.