كعك العيد.. موروث حضاري يصل الماضى بالحاضر

كعك العيد.. موروث حضاري يصل الماضى بالحاضركعك العيد

منوعات28-4-2022 | 07:28

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن صناعة كعك العيد في الأعياد من أقدم العادات التي عرفت عند المصريين القدماء حيث نشأت مع الأعياد ولازمت الاحتفال بأفراحهم مشيرًا إلی أنهم صنعوا أنواعًا عديدة من الكعك وكانت صناعة الكعك لا تختلف كثيرًا عن صناعته الحالية مما يؤكد أن صناعته امتدادًا لتقاليد موروثة
وقد وردت صور مفصلة لصناعة كعك العيد في مقابر طيبة ومنف حيث صور المصرى القديم طريقة صناعة الكعك على جدران المقابر وتشرح كيف كان يخلط عسل النحل بالسمن ويقلّب على النار ليضاف على الدقيق ويقلّب حتى يتحول لعجينة يسهل تشكيلها ثم يرص الكعك على ألواح من الإردواز ثم يوضع في الفرن
ونوه الدكتور ريحان إلى أن هناك أنواعًا من الكعك كانت تقلى في السمن أو الزيت وكانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص وبمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية كما كان يشكّل بعض الكعك بأشكال الحيوانات وأوراق الشجر والزهور ويتم حشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) أو التين ويزخرف بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب وذلك طبقًا لما جاء في كتاب الدكتور سيد كريم " لغز الحضارة المصرية"
وقد صنع المصرى القديم الفطير المخصص لزيارة المقابر في الأعياد والذي يطلق عليه حاليًا "الشريك" وكانوا يشكلونه على شكل تميمة ست (عقدة إيزيس) وهى من التمائم السحرية التي تفتح للمتوفى أبواب الجنة في المعتقد المصرى القديم.

وأشار الدكتور ريحان الی أن الكعك عرف في تاريخ الحضارة الإسلامية منذ عهد الدولة الطولونية الذي أسسها أحمد بن طولون 254هـ وكان يصنع في قوالب خاصة مكتوب عليها كل وأشكر ثم تطور في عهد الدولة الإخشيدية الذي أسسها محمد بن طغج الإخشيدى 323هـ وأصبح من مظاهر الاحتفال بالعيد.
ويحتفظ متحف الفن الإسلامى بالقاهرة بالعديد من هذه القوالب التي كتب عليها كل هنيئًا وأشكر وكذلك كل وأشكر مولاك
وفى العصر الفاطمى كانت تخصص مبالغ كبيرة لصناعة الكعك وكانت المصانع تبدأ في صناعته منذ منتصف شهر رجب وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه
وقد بلغ طول مائدة الخليفة العزيز بالله الفاطمي 1350 م بها 60نوع من الكعك والغريبة، وأطلق على عيد الفطر "عيد الحُلل" لتخصيص 16 ألف دينار لإعداد ملابس لأفراد الشعب بالمجان وكان يصنع بإدارة حكومية تسمى دار الفطرة وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر الكبير عندما يحل العيد ليحصل كل فرد علي نصيبه واستمر هذا التقليد حتى أصبح حقًا من حقوق الفقراء
ولفت الدكتور ريحان لأشهر من صنعت كعك العيد وهي "حافظة" التي كانت تنقش عليه عبارات مختلفة مثل تسلم ايديكي يا حافظة وخصصت أوقاف البر والإحسان ليصرف من ريعها علي صنع الكعك وتوزيعه علي الفقراء في عيد الفطر
وفي العصر الأيوبى احتفظوا بأمهر صناع الكعك من العصر الفاطمى ومن أشهرهن "حافظة والذي عرف كعكها باسم كعك حافظة واهتم المماليك بالكعك وتوزيعه على الفقراء وكانت هناك سوقًا للحلاويين بالقاهرة وذكر في الوقفيات ومنها وقفية الأميرة تتر الحجازية توزيع الكعك الناعم والخشن على موظفى مدرستها التي أنشأتها عام 748هـ 1348م.
وفي العصر الحديث، ساهم أهل الشام الذين هاجروا إلى مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين في تطوير صناعة الحلوى بمصر ومنها كعك العيد والبسكويت وظهرت تقنيات جديدة أضافت إليه شكلًا جديدًا، لاسيما مع استخدام الماكينات الحديثة لتحل محل المنقاش الشعبي الذي كانت النسوة تنقشن به الكعك في بيوتهن قبل الذهاب لتسويته في الأفران

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2