تناولت صحيفة "الرياض" السعودية اليوم الأربعاء، الانتخابات النيابية الجارية في لبنان وما يمكن أن تؤدي إليه نتائج هذه الانتخابات من تغيرات على السياسة اللبنانية.
وأثارت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء، تحت عنوان (معركة سيادة لبنان)، تساؤلات منها: هل تحدث الانتخابات النيابية الجارية حالياً اختراقاً في الوضع اللبناني المتردي؟ وهل حقاً يمكن أن تؤدي النتائج إلى تغيير في المعادلة المهيمنة على السياسة اللبنانية منذ أكثر من عقد ونيف؟.
وأفادت الصحيفة بأن معطيات الإجابة يمكن استقراؤها في عاملين مؤثرين، وهما المقاطعة السنية للانتخابات، ونهج الترهيب الذي يمارسه «حزب الله» ضد من يفكر بالخروج على خطوطه الحمراء التي يرسمها ومسيروه في إيران.
وأشارت الرياض السعودية إلى أن المقاطعة السنية بانت مفاعيلها مبدئياً في طبيعة وحجم اقتراع اللبنانيين المغتربين، حيث شهدت إقبالاً أعلى في إيران وفي مناطق النفوذ الإيراني، وإحجاماً ملحوظاً من قبل اللبنانيين المناهضين لنفوذ «حزب الولي الفقيه»، ومن شأن هذا أن يعزز فرص نواب السنة الموالين للقوى الشيعية، وما يترتب على ذلك من استكمال هيمنة «حزب الله» على الواقع السياسي في لبنان، وإحكام سيطرته على لبنان.
وأوضحت أنه من جانب آخر، يلجأ «حزب الله» لأسلوبه المعتاد في ترهيب المعارضين، واستفزاز العصب المذهبي للناخبين لمنع أي محاولة لشق طريق جديد للبنان بعيداً عن نفوذ طهران، وطريقها المؤدي للهاوية، كما ويلجأ الحزب للمحسوبيات وتملق دوائر نفوذه بالهبات والرشى الانتخابية، مستغلاً تحكمه بالعصب الاقتصادي للدولة، فضلاً عن مصادر دخله المشبوهة الأخرى ناهيك عن دعم إيران.
ونبهت الصحيفة إلى أنه في ظل هذه المعطيات يعدّ السؤال عن تأثير الانتخابات النيابية في لبنان، خارجاً عن السياق، وخللاً في قراءة الواقع اللبناني.