أكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن من مخالفة الشريعة الظلم، مبيناً أن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم، وفي الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا»، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواهما مسلم).
وقال جمعة: الآيات كثيرة في تحريم الظلم بجميع أنواعه وفي كل المجالات؛ في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومن هنا جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحاكم العادل من أهل الجنة، فقال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ.. » إلى آخر الحديث) (رواه البخاري ومسلم)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به» (أخرجه البزار والطبراني)، وقال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» (رواه الترمذي وغيره)، وقال: «المحتكر ملعون» (الحاكم في المستدرك).
وتابع: نهى عن التلاعب بأقوات الخلق، وبيَّن أن الجوع يدعو إلى الرذيلة حتى يدفع الناس إلى المعصية، وجعل صلى الله عليه وآله وسلم من رق قلبه وقام بما فرضه الله عليه من واجب سببا لتفريج الكربات في الدنيا والآخرة، فحكى لنا قصة الثلاثة الذين حبسوا وراء صخرة، فدعوا الله أن يفرج عنهم بأعمالهم الصالحة، وكان فيهم من تذكر الله وقام بما فرضه الله عليه من معونة وامتناع عن المعصية،.
وشدد على إخلاص النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبدون إخلاص النية لله لا أمل في الخلاص من المشكلات، قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة:105].