أوصى المشاركون في المؤتمر الإفريقي لتحديد الأولويات وتطوير الشراكة لعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة الذي اختتم أعماله بالقاهرة مؤخرا، بوضع آليات لحماية المدن الساحلية المهددة بالغرق في القارة الإفريقية، وعلى رأسها مدينة الإسكندرية.
وطالب المشاركون - خلال الجلسة الختامية للمؤتمر - بوضع برامج تدريبية لتدريب الباحثين الأفارقة بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بمصر، وذلك داخل معامل المعهد وعلى متن سفن الأبحاث؛ لنقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة التي يمتلكها المعهد إلى الدول الإفريقية من خلال البرامج التدريبية التي سينظمها المعهد في إطار اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها خلال المؤتمر.
وأكد الدكتور فلاديمير ريابينين الأمين العام للجنة الحكومية لعلوم المحيطات لمنظمة اليونسكو ومساعد المدير العام للمنظمة إمكانية تقديم مساهمة كبيرة للمحيط في الاستدامة، وفقًا للاتجاهات التالية "المحيطات الصحية وخدمات النظم البيئية المستدامة للمحيطات، نظم الإنذار الفعالة والتأهب لأمواج تسونامي وغيرها من الأخطار ذات الصلة بالمحيطات، المرونة في مواجهة تغير المناخ والمساهمة في التخفيف من حدته، خدمات قائمة على أسس علمية من أجل اقتصاد المحيط المستدام، البصيرة بشأن قضايا علوم المحيطات الناشئة"، وذلك وفقا لما جاء بالاستراتيجية متوسطة المدى للجنة الحكومية لعلوم المحيطات 2022-2029.
من جانبه، أشار الدكتور عمرو حمودة رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد إلى أن هناك تسعة محاور عمل أساسية لعقد المحيطات في إفريقيا، وهم " الإدارة المستدامة للمحيطات في إفريقيا، المحيطات وصحة الإنسان في إفريقيا، مصايد الأسماك في إفريقيا مقابل الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم، إطلاق إمكانات الكربون الأزرق لإفريقيا، تعزيز أنظمة الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة وقدرة المجتمع على الصمود".
وأضاف أن المحاور تتضمن " تنظيم رصد المحيطات والتنبؤ لإفريقيا، إنشاء مركز إفريقي للمعرفة حول المحيطات (Digital Twin for Africa)، تعزيز قدرات ومهارات شباب الباحثين المهنيين الأفارقة في مجال علوم المحيطات (ECOPs)، والبرنامج الإقليمي لمحو الأمية في المحيطات لإفريقيا".
وقال إنه تلقى دعوة لحضور الجمعية العمومية للجنة الحكومية لعلوم المحيطات في مقرها باليونسكو بباريس يونيو القادم؛ لعرض رؤية المعهد للنهوض بالبحث العلمي فى مجال علوم البحار فى إفريقيا.
وأضاف أنه سيتم البدء في تفعيل مذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال فعاليات المؤتمر بين المعهد واللجنة الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو لجعل المعهد الشريك التنفيذي لعقد المحيطات بإفريقيا (Decade Implementation Partner)، بالإضافة إلى دعم لجنة (IOC-UNESCO) لمذكرات التفاهم الأخرى التي تم توقيعها بين المعهد، والمعهد القومي لعلوم المحيطات والجيوفيزياء التطبيقية بإيطاليا، وجامعة البحر الأحمر بالسودان، ومعهد كينيا للبحوث البحرية والمصايد.
وأوضح أنه من المقرر أن تقوم اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو (IOC-UNESCO) برفع هذه التوصيات المهمة إلى الأمم المتحدة لعرضها خلال مؤتمر المناخ القادم (COP 27) الذى سيقام بمدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر القادم.
وقال كواديو أفيان رئيس لجنة (IOC-AFRICA) إنه لتطوير خطة إدارة المحيطات في إفريقيا لابد من العمل على تحقيق المحاور التالية اقتصاد المحيطات المنصف والمستدام مقابل تغير المناخ وأزمة التنوع البيولوجي، الخطط المكانية البحرية وإدارة المنطقة الساحلية والإنذار المبكر، التركيز على الأولويات في خارطة طريق العقد الإفريقي (مصايد الأسماك المستدامة - المحيطات وصحة الإنسان - الكربون الأزرق - الحد من مخاطر الكوارث).
وطالب بصياغة واجهات السياسة وتحديد مجتمعات الممارسة، وتعميم مناهج تربوية على المستوى الجامعي "مستوى الماجستير" (التخطيط المستدام للمحيطات، والتخصصات الأوقيانوغرافية).
يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قد استضافت المؤتمر الإفريقي لتحديد الأولويات وتطوير الشراكة لعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، الذي نظمه المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد برئاسة الدكتور عمرو زكريا حمودة، بالتعاون مع اللجنة الحكومية الدولية لعلوم البحار التابعة لليونسكو من خلال لجنتها الفرعية لإفريقيا (IOCAFRICA)، بمشاركة ممثلين عن 25 دولة إفريقية، وممثلين عن دول (فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، اليونان، البرتغال).