مفتي الجمهورية يوزع تقريرا يكشف جذور العنف عند الإخوان على مجلسي العموم واللوردات البريطاني

مفتي الجمهورية يوزع تقريرا يكشف جذور العنف عند الإخوان على مجلسي العموم واللوردات البريطاني الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

مصر17-5-2022 | 12:55

وزع الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تقريرا مهما وموثقا باللغة الإنجليزية على جميع أعضاء مجلسَي العموم واللوردات البريطاني، يكشف جذور العنف لدى جماعة (الإخوان) الإرهابية ويبين تاريخهم الدموي، وذلك على هامش كلمته التاريخية التي ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب البريطاني.


ويكشف التقرير منهج جماعة (الإخوان) المتطرف منذ نشأتها وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها (داعش) و(حسم) وغيرهما، وأهم الأفكار المتطرفة التي تتبناها الجماعة والشخصيات التي أسست ونظَّرت للعنف داخلها منذ إنشائها.
ويتضمن التقرير نشأة جماعة (الإخوان) المسلمين، التي كانت نتاجا للسياق السياسي في ذلك الوقت واستجابة للمشاعر المعادية للاستعمار في مصر، وكان خطابها مغايرا للخطابات الأصولية المعادية للاستعمار، حيث اتبعوا أسلوب المقاربة، واستغلت الإسلام والنصوص الدينية كأداة ضد المجتمع من أجل تحقيق مكاسب سياسية تصب في صالح الجماعة بدلا من نفع الأمة.


وذكر التقرير أن جماعة الإخوان الإرهابية تبنت نهج الإرهاب والعنف منذ نشأتها باعتراف مرشدها الأعلى مصطفى مشهور في ذلك الوقت، الذي رأى ضرورة استخدام العنف والقوة المسلحة ونظَّر لذلك في محاضراته، فقال في إحداها "لن نحقق النصر إلا من خلال الإرهاب والتخويف، ويجب ألا نستسلم للهزيمة النفسية".


ولفت إلى أن جماعة (الإخوان) كانت تعمل بوجهين، الأول هو الوجه الظاهر لعامة الناس والجماهير، حيث قدموا أنفسهم كمصلحين اجتماعيين وكقوة معارضة، أما الوجه الثاني فتمثل في إنشاء "الجهاز السري" للجماعة، الذي كانت مسئوليته تنفيذ العمليات الإرهابية والاغتيالات ونشر الخوف والاستيلاء القسري على حكم البلاد في أقرب فرصة، فيما يسمونه بـ"التمكين".


وعن "جذور ومنهجية العنف" عند جماعة (الإخوان) الإرهابية، أوضح التقرير أن مؤسس الجماعة حسن البنا، الذي أسس لهذه الجماعة الراديكالية العنيفة منذ عشرينيات القرن الماضي، قدم نفسه وجماعته على أنها حركة إصلاحية، فشرع للعنف وأعطاه صبغة دينية تحت ذريعة (الجهاد، ضرورة إقامة دولة إسلامية، وإحياء الخلافة، وتطبيق الشريعة الإسلامية).


وبين أن جماعة (الإخوان) تبنت منهج العنف تحت ستار الجهاد، الذي يعد مفهوما لا غنى عنه في أيديولوجية البنا، وهو الأمر الذي كان له النصيب الكبير من خطبه وكتاباته، لذا كان البنا حريصا على إنشاء مجموعة قوية قادرة على استعادة الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية؛ لذلك اندمجت قوتان لا غنى عنهما عند حسن البنا، وهما: قوة الوعظ وقوة السلاح، من ثم دعا الجماعة إلى اعتناق القوة كهدف ووسيلة.


كما أوضح التقرير أن حسن البنا وجد أنه من الضروري توجيه رسالته في البداية إلى الحاكم والنخبة الحاكمة بشكل سلمي، وفي حالة فشلهم في تطبيق قيم الحكم الإسلامي، فإن جماعة (الإخوان) سيشنون حربا دموية ضدهم، وهو ما جاء في افتتاحية الطبعة الأولى من مجلة "الناظر"، حيث طالب البنا أتباعه بتطبيق هذا الأمر، مؤكدًا أنهم سيشنون حربا على كل زعيم ورئيس حزب وسلطة لا يعمل من أجل نصرة الإسلام.. وتعهد بإعادة حكم الإسلام ومجده، قائلًا إنه "إذا ما تخاذل الحكام عن ذلك سنعلن عداوة طويلة الأمد، وليس سلامًا، حتى يمنحنا الله النصر عليهم".


وتناول التقرير سيد قطب، المنظر والمؤسس لجماعات العنف، والذي قدم الإطار النظري الذي يبرر العنف داخل المجتمعات الإسلامية بحجة أن الناس ليسوا مسلمين لأنهم يعيشون في "جاهلية"، ولأنهم تخلوا -في رأيه- عن الإطار الديني والعقدي السليم الذي وضعه الله سبحانه وتعالى واستبدلوه بقوانين من صنع الإنسان.


وذكر التقرير أن سيد قطب نظَّر لتبرير استخدام العنف، انطلاقًا من فكرة جاهلية المجتمع التي تتبناها سلطة سياسية حاكمة في البلدان، وأنه على الإخوان المسلمين أن يتحملوا مسئولية مواجهة هذه الجاهلية من خلال الإصلاح والتغيير، وتحويل المجتمع إلى مجتمع إسلامي حقيقي وإخراجه من الجهل.


وحول دعم الإخوان للجماعات الإرهابية، ذكر التقرير أن ذلك يعود إلى بداية الثمانينيات، حيث تبنت جماعة الإخوان خطابا ثنائيا متناقضا، وهو تمسكها الشديد بأجندتها الأساسية التي ترفض النظم الحديثة بالتزامن مع اعتناق الإصلاح وقيم الديمقراطية.


وأضاف التقرير أنه في هذا الوقت بدأت جماعة (الإخوان) طريقًا جديدًا تمثل في دعم الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تنشر العنف تحت لواء ما أسموه بـ"الجهاد المقدس"، وضمنوا استراتيجيتهم في وثيقة سرية صيغت في عام 1982، وتضع الوثيقة خطة طويلة الأجل لإقامة دولة إسلامية، بالإضافة إلى استراتيجية متعددة المراحل للسيطرة على مواقع القوة الإقليمية من خلال التسلل إلى مراكز قيادية داخل مؤسسات الدولة فيما يعرف بـ"التمكين".


كما دعت الجماعة الإرهابية إلى حماية دعوتها بالقوة اللازمة لضمان أمنها على الصعيدين المحلي والدولي، والتواصل مع جميع الحركات الجديدة المشاركة في الجهاد في كل مكان على هذا الكوكب، ومع الأقليات المسلمة، وإنشاء روابط حسب الحاجة لإقامة ودعم التعاون، والحفاظ على واجب الجهاد في جميع أنحاء الأمة الإسلامية.


واستعرض التقرير كذلك أذرع جماعة الإخوان المسلحة بداية من "جوالة الإخوان"، التي أسسها حسن البنا وضمت حوالي 45 ألفاً من الشباب الذين تم تدريبهم عسكريا، وذلك بالمخالفة للقانون المصري لسنة 1938م، الذي يحظر إنشاء كيانات شبه عسكرية.. وفي عام 1940، شكلت جماعة (الإخوان) الإرهابية جناحها السري المعروف باسم "الجهاد الخاص" أو "الجهاز السري"، وكانت المهمة الأساسية لهذه الوحدة وفقًا لمحمد مهدي عاكف هي تدريب مجموعة مختارة من أفراد الجماعة للقيام بمهام خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي.


وبين التقرير الموثق كيف تخطى إرهاب جماعة (الإخوان) المحلية إلى دعم الجماعات المسلحة خارج مصر، حيث شاركت "طليعة القتال" التابعة لجماعة الإخوان عام 1964 في انتفاضة حماة، وقد ساهم هذا الأمر في تطور حركة متطرفة يقودها مروان حديد، وهو عضو شاب متطرف في جماعة الإخوان وشكل جماعة متطرفة محلية معارضة لحزب البعث، الذي وصفه بـ"المرتد"، والذي كان يحكم سوريا في الستينيات وأوائل السبعينيات.


وبعد إلقاء القبض على "حديد" وموته في السجن، قامت الخلايا المسلحة التي دربها والتي انتشرت في جميع أنحاء سوريا، بعمليات انتقامية من خلال الشروع في سلسلة من الاغتيالات ضد كبار ضباط الأمن ورجال الدولة، والتي تطورت في النهاية إلى هجمات إرهابية عشوائية ضد المدنيين العلويين في سوريا.


وقدم التقرير العديد من الأدلة على علاقة جماعة (الإخوان) بتنظيمي (داعش) و(القاعدة)، من بينها انضمام عدد كبير من أعضاء (الإخوان) إلى صفوف (داعش)، خاصة بعد إعلان محمد مرسي عن تأييده للجهاد في سوريا، وكذلك تصريح محمد البلتاجي العضو البارز في (الإخوان) عقب ثورة 30 يونيو، وأن العنف المستمر في شبه جزيرة سيناء سينتهي بمجرد رجوع محمد مرسي.


وأوضح التقرير أنه عقب الإطاحة بمرسي وظهور (داعش)، أكدت تقارير ميدانية عديدة وجود الكثير من شباب الإخوان المسلمين في صفوف (داعش) في كل من سوريا والعراق، وعندما ألقي القبض على الإرهابي هشام عشماوي، الذي كان هاربا وتسلمته مصر بعد اعتقاله في ليبيا وقامت بمحاكمته محاكمة عادلة وقضت بإعدامه.. وكان عشماوي يخاطب مؤيدي جماعة (الإخوان) المسلمين في رسالة فيديو بعنوان "لكي لا تأسوا ولا تحزنوا"، حيث حثهم على استخدام العنف وشن الحرب ضد الدولة المصرية، كما حثهم على ضرورة استهداف رجال الشرطة والجيش، وشرح لأعضاء جماعة الإخوان كيف يقومون بالتواصل مع الجماعات الإرهابية، سواء للانضمام إلى صفوفها أو لتنفيذ هجمات فردية كذئاب منفردة.


وكشف التقرير أيضا أن جماعة (الإخوان) الإرهابية حاولت خلال السنوات الماضية اختطاف مكاسب ثورة 25 يناير بعد عام 2011، فبذلوا وسعهم للتسلل إلى مؤسسات الدولة للاستيلاء على السلطة عن طريق الاحتيال والخداع الانتخابي، وعندما فازوا في نهاية المطاف بالانتخابات الرئاسية أكد مكتب الإرشاد التابع لجماعة (الإخوان) سلطته من خلال اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية التي عزلت الناس تماما ودفعتهم إلى القيام بثورة ثانية ناجحة ضد جماعة (الإخوان) الحاكمة ومكتب الإرشاد التابع لها.


وأكد التقرير أن جماعة الإخوان حاولت استعادة حكمهم عن طريق إثارة الفوضى والعنف والإرهاب، وظهرت في نهاية المطاف العديد من الحركات المتطرفة والإرهابية كفروع للإخوان الإرهابية، ومن بينها حركة "لواء الثورة" عام 2016 التي قامت بعدد من العمليات الإرهابية الانتقامية، منها اغتيال العميد عادل رجائي قائد الفرقة 9 مدرعات بدهشور، ومحاولة تفجير مركز تدريب للشرطة في مدينة طنطا.


كما تحدث التقرير عن حركة (حسم)، إحدى الأذرع الإرهابية لجماعة (الإخوان)، التي ظهرت عام 2014 وقامت باستهداف عدد من قوات الأمن والشخصيات العامة والقضائية، ومنها محاولة الاغتيال الفاشلة لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق عام 2016، ومساعد النائب العام زكريا عبد العزيز في العام نفسه.


رابط التقرير كاملًا: https://www.mediafire.com/file/js51aewartxiug0/The_Neo-Kharijites%252BCover.pdf/file

أضف تعليق

إعلان آراك 2