على خلفية جدل سياسى اندلع داخل كرواتيا، دعا رئيس هذه الدولة زوران ميلانوفيتش إلى أن تسير بلده على خطى تركيا فى الاعتراض على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو.
ووجه ميلانوفيتش، أثناء مؤتمر صحفى عقده فى مكتبه اليوم الأربعاء، انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش على خلفية هذه المسألة، مشددا على أنه سيوعز لمندوب كرواتيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسى ماريو نوبيلو بالتصويت ضد منح فنلندا والسويد العضوية فى الحلف ما لم يتم تبنى قانون انتخابى جديد فى البوسنة والهرسك سيسهل انتخاب ممثلين عن الكروات لمناصب قيادية فى هذا البلد.
وقال الرئيس إن "هذه الخطوة ليست ضد فنلندا والسويد بل فى مصلحة كرواتيا"، مبديا قناعته بأن العمل جار فى البوسنة والهرسك على "تدمير الكروات كقوة سياسية" وأن منع ذلك فى مصلحة كرواتيا.
وأشار ميلانوفيتش إلى معارضة تركيا لمنح فنلندا والسويد العضوية فى حلف شمال الأطلسى، كمثال لـ"دولة تخوض صراعا من أجل مصالحها القومية".
وقال: "تركيا بالتأكيد لن تجلس على الطاولة لبحث عضوية السويد و فنلندا ما لم تحصل على ما تريده".
وحذر الرئيس من أن حكومة بلينكوفيتش تتصرف بطريقة مختلفة تماما، مشيرا إلى أنه طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطنى بشأن قضية الكروات فى البوسنة والهرسك، غير أن مجلس الوزراء لم يستجب لهذا الطلب.
وشدد الرئيس الكرواتى على أن الحكومة لا تملك "حق احتكار وضع السياسات الخارجية للدولة"، وحث البرلمان على عدم المصادقة على الاتفاقية الخاصة بانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.
ورفض ميلانوفيتش الانتقادات الموجهة إليه من قبل بلينكوفيتش ووزير الخارجية جوردان جرليتش اللذين اتهماه بـ"الإضرار بسمعة كرواتيا"، وصرح: "أنا مستعد لمحاولات إلقاء اللوم على، وقلت إن الكروات فى البوسنة والهرسك أهم بالنسبة لى من الحدود الروسية الفنلندية بأكملها".
ولم تتضح بعد نتيجة هذا الصراع السياسى الداخلى، خاصة وأن الخارجية الكرواتية قد أصرت الأسبوع الماضى على أن مندوب البلاد لدى الناتو سيتصرف وفقا لتوصيات الوزارة وليس رئيس الدولة.
وقدمت فنلندا والسويد طلبا لمنحهما العضوية فى الناتو على خلفية العملية العسكرية الروسية المتواصلة في أوكرانيا، وأعربت تركيا عن معارضتهما لانضمام هذه الدولتين إلى الحلف متهمة إياهما بدعم "حزب العمال الكردستانى".