عاش المجتمع المصري لسنوات طويلة مضت حالة سياسية خاصة سيطر فيها الحزب الواحد على شكل الحياة السياسية ولكن سرعان ما تغير المشهد السياسي المصري لرؤية سياسية اجتماعية جديدة و سموات مفتوحة امام الجميع لكي يعمل من أجل مصر.
وهنا يكمن السر في الفرصة الذهبية التي يجب أن تستغلها الأحزاب السياسية الموجودة حاليا في مصر من خلال مشاركتها الفعالة في الحوار الوطني لتكون مرآة حقيقية تعكس واقع حياة المواطن المصري و تمس احتياجاته و تساعده في ترتيب اولوياته لكي نتمكن سويا من تحقيق الاستفادة القصوى من فرصة الحوار الوطني لنا جميعا كمصريين في رسم استراتيجيات عمل المستقبل الذي نحلم به جميعا.
إن كل حزب من الأحزاب الموجودة في الشارع المصري لديه كوادره و لديه خبرات ممارسته للعمل السياسي الاجتماعي خلال الفترة السابقة و لديه بالتأكيد رؤيته السياسية وفقا للايديولوجية الفكرية التي ينطلق منها و لكن كلما استطاع ان يكون معبرا عن هموم المجتمع و احلامه كلما استطاع ان يقدم قيمه مضافة حقيقية من خلال مشاركته في الحوار الوطني.
لقد آن الاوان لكل الأحزاب في مصر أن ترسم صورة ذهنية جديدة لها في عقول و أذهان المصريين مما سيحقق فائدة مزدوجة تعود على الحزب و المواطن و المجتمع المصري كله في وقت واحد.
وتعتبر الاحزاب من أهم آليات الحراك السياسي المجتمعي و هي التي تغذي عقول المجتمع بالافكار و تطرح رؤيه غير تقليدية لمعالجة المشكلات و التحديات و تسهم بشكل اساسي في تشكيل وجدان المجتمع و زيادة الوعي المجتمعي بكافة القضايا المطروحة على الساحة لتصنع رأي عام جماهيري له توجه وطني في التصدي لصعوبات الحياة.
ولا شك في أن المشاركة الواقعية الفعالة من الأحزاب السياسية و من كل مواطن مصري مخلص محب لهذا الوطن في الحوار الوطني تعتبر واجب وطني يجب أن نتحمله جميعا أمام التاريخ وسلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين.