سيطرة أصحاب الفكر المتشدد والمبتور من سياقه لخدمة أغراض سياسية أو حتى رغبة نفسية للتشدد كما يبدي ذلك بعض غلاة السلفية والذين توقفوا عند اللحية غير المهذبة والجلباب القصير وانتعال الخف ذي السيور المتقاطعة، واعتبروا أن هذه هي سنة النبي صل الله عليه وسلم.. واختصروا السنن الكبرى من التعاليم الحياتية والأخلاقية والرحمة والتسامح وإفشاء السلام والتشاور فى الرأي واحترام حقوق الغير واللين فى الحديث وعدم السخرية من الآخر، والكثير والكثير من السنن الكبرى والمهمة، والتي خالفها معظم أدعياء المتسلفين.. وهم لا يرون من السنن النبوية غير الظاهر فقط..
النبي صل الله عليه وسلم لم يفرض زي معين على المسلمين، فقط ستر العورة كما جاء فى الشرع للرجل والمرأة.. لم يفرض النبي لونا معينا للملابس ولا حرم السراويل ولا فرضها وترك ذلك لحرية الناس، لم يفرض النبي طريقة معينة للجلوس أو الاتكاء وإنما فقط مراعاة الاحترام.. وتجلس كما يريح جسدك بل سمح أن تمد رجلك حتى فى المسجد إذا كان الجلوس متربعا يتعبك.. وهكذا ولا تزال القضايا التي يثيرها هؤلاء تخرج عن قصد وتتعمد الفتنة وشق الصف فى الدولة الواحدة.. يطرحون سمومًا قاتلة من نوعية (هل يجوز تهنئة المسيحي بالعيد؟)، هل المسيحي هيدخل الجنة؟، هل يجوز الترحم على غير المسلمين؟، وغير ذلك من أطروحات لا علاقة لها بأصول أي دين سماوي أو غير سماوي.. إن هؤلاء المتسلفين من أصحاب الفكر المتشدد لم يقدموا أي شيء يفيد المجتمع إلا الفرقة ورفض الآخر والتشدد والغلظة وإثارة النعرات الطائفية وزرع الكراهية..
إن هؤلاء المدعين شر مستطير ويجب التحرك سريعا بفضح أهدافهم الخبيثة وتفنيد دعواتهم الباطلة وأن يكون للأزهر دور حاسم فى الحكم على القضايا الفقهية وألا تترك الساحة الدينية خالية لهؤلاء المضلين يثيرون الفتن ويزرعون الكراهية ويكفرون الناس بغير علم ولا بينة، إلا بقصد الفرقة واستقطاب المجتمع على أسس طائفية وعقائدية بدعاوى فاسدة لا تحمل إلا الشر والكراهية.