عام من الرئاسة يضحك فيه العالم مع ترامب

عام من الرئاسة يضحك فيه العالم مع ترامبعام من الرئاسة يضحك فيه العالم مع ترامب

* عاجل21-1-2018 | 20:17

كتب: إبراهيم شرع الله

حاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نصيب الأسد من السخرية الإعلامية منذ توليه مقاليد الحكم في أمريكا، ويأتى هذا كنوع من الانتقام من الرئيس الذى يظهر على الدوام السخرية للإعلاميين ويوجه انتقادات لاذعة لهم ، حتى أصبحت العلاقة بينه وبين الإعلام لا يحكمها مجرد الانتقاد بل أصبح محورها الأساسي عدم الاحترام بين الطرفين.

وتاريخ السخرية في أمريكا، ليس تاريخا حديثا، ولا هو وليد العالم الرقمي الحديث،  ودائما ما كانت تجمع بين الرئاسة الأمريكية وبين الكوميديا علاقة تمتاز أحيانًا بالود والصداقة، وأحيانًا أخرى تتحول لعداء ناتج عن كراهية الرؤساء.

وقبل الكوميديا هناك الغعلام الذى أشبع ترامب نقدا وسخرية وتصيد له أخطاء لا تخطر على بال ولا خاطر أحد، لكنه تجلب السخرية.

والسؤال: لماذا يسخر الإعلام من ترامب؟

الإجابة: لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:

نرجسيته

تمثل النرجسية أحد روافد العظمة المرضية، وتقدير الشخص لنفسه ولذاته بشكل مبالغ فيه، غير مبالٍ لمشاعر الآخرين، الأمر الذي يجعل السخرية منه وإن كانت على سبيل الدعابة مصدر خطر وتهديد له.

وقد ظهر ذلك بالنسبة لترامب في عدائه الشديد للإعلاميين، وعدم قدرته على تفهم السخرية داخل نطاقها، كما تفهمها نظيره السابق أوباما.

عدم احترامه للإعلام

غياب ترامب عن حضور العشاء السنوي الرسمي لمراسلي البيت الأبيض كان كفيلاً أن يُشعرهم بالإهانة وعدم التقدير من قِبل الرئيس، الأمر الذي جعل المراسلين يسخرون منه ويطلقون عليه وصف "الفيل البيض".

وكما لم يقتصر الأمر على عدم حضور الفاعليات الهامة بالنسبة للإعلاميين، بل دخل ترامب فى ملاسنات ومساجلات مع عدد من مشاهير الكوميدينات من ممثلى هوليوود، وقام بطرد مثل تلك الشخصيات الكوميدية، ووصف آخرين منهم بالبذاءة وعدم حضور الفاعليات الهامة لهم، وكان ذلك كفيلاً بأن يجعل ترامب بمثابة عدو بالنسبة للساخرين.

 سياساته

عامٌ مضى فى رئاسة ترامب كان حافلاً بالقرارات الصدامية أحيانًا والمُفاجئة أحيانًا أخرى، والتي جلبت له عداء الداخل والخارج.

وبداية من خطابه العدواني الذي ألقاه أثناء تنصيبه رافعًا قبضته كأنه يعلن الحرب قائلاً: " السلطة القائمة حمت نفسها، لكنها لم تحمِ مواطني هذه البلاد، كل شيء سيتغير، هنا والآن."

مرورًا بتوقيعه قرارًا يمنع مواطني 7 دول مسلمة من دخول البلاد ، أما إقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي بشكل مفاجئ، جعلته يتعرض لانتقادات من قِبل الجمهوريين، واتهامات بطمس الحقائق من الديمقراطيين.

ناهيك عن مهاجمته للرياضيين ووصفه لهم بأنهم «عار» على الولايات المتحدة الأمريكية كونهم يعارضون سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة ، وانسحابه من قمة المناخ واليونيسكو ومعاداته لليمين ووصفه بالمتطرف، وتهديده بتدمير كوريا الشمالية ، كل ذلك كان كفيلاً أن يجعل الواجهة التي تعاديه أكبر من ذي قبل، وأن يتناوله الإعلام بالسخرية أكثر من نظرائه السابقين.

مشاهد من السخرية

وأحدث ما أُثير ناحية ترامب من السخرية ، إعلان الشركة البرازيلية لمنتج جنسي (كاندوم)، والذي صوّر ترامب داخله، وكُتب عليه: «هناك أشخاص ما كان لهم أن يولدوا»، الأمر الذي أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وما إن صرح ترامب أن الرئيس السابق أوباما والمرشحة السابقة هيلاري كلينتون هم من أسسوا داعش حتى تناول ذلك بالسخرية الإعلامي «جون أوليفر» في برنامجه.

أما بالنسبة للإهانات الدولية، فإن ترامب لم يفلت من ذلك أيضًا، حيث قام السيناتور الأسترالي «نيك كزينوفون» بإحضار «ممسحة أرجل» مرسوم عليها وجه الرئيس الأميركي، وتضمنت عبارة: "أستراليا ليست ممسحة أرجل".

وفي ذكرى مرور 100 يوم على تولي ترامب منصبه، لم يترك برنامج «ذا سيمبسونز» الذكرى تمر بدون سخرية، حيث عرض في حلقته البيت الأبيض في ليلة عاصفة، ويظهر فيها الناطق باسم الرئيس «شون سبايسر» مشنوقًا في قاعة المؤتمرات مع لافتة علقت على صدره كُتب عليها «أستقيل؟»، ثم تظهر مستشارة الرئيس «كيليان كونواي» وهي تقول: «لن أحل محله»، قبل أن تهرب عند رؤية الجثة.

ما بين أوباما وترامب

ويعقد الغعلام الأمريكى مقارنة ما بين شخصيتى أوبما الرئيس السابق، وترامب الرئيس الحالى لأمريكا.

و كانت فترة حكم أوباما من أكثر الفترات التي اندمجت وتطورت فيها علاقة الرئاسة بالكوميديان، فظهر الأخير في العديد من المناسبات ساخرًا من نفسه، ورقص هو زوجته في إستوديو البرنامج الكوميدي الذي تقدمه الممثلة والإعلامية إلين ديجنيريس، كما أنه ظهر في العديد من البرامج التي قد تتناول السخرية من ملابسه وشكل أُذنه.

لكن الأمر بالنسبة لترامب اختلف، ولم يعد بتلك الأريحية التي تعامل بها أوباما مع الأمر، ومنذ أن ترشح لكرسى الرئاسة وهو يتلقى سخرية وعدم احترام  الإعلام ليس فى أمريكا فقط ولكن العالم أجمع.

[embed]https://youtu.be/b_whLYIe7Lo[/embed]

أضف تعليق