حوار وطني لاستكمال الطريق ومواجهة التحديات فهكذا يكون الحوار البناء الذي يدعم مواصلة الطريق نحو الجمهورية الجديدة، فقد سلكت مصر بعد ثورة 30 يونيو طريقا صعبا نحو بناء قوتها الشاملة بمكوناتها السياسية والاقتصادية والأمنية ما جعل الدولة لديها القدرة الآن على إتاحة الحوار فى جو من الاستقرار الداخلي لينجح النقاش.
تحديد أولويات العمل خلال الفترة الراهنة للوصول إلى هدف استراتيجية 2030، بما يعني تمتع الدولة بالمرونة التي تتيح تعديل خطة العمل لا إلغاءها، فمن غير المعقول التخلي عن أهدافنا التنموية والتي ستساعد الوطن فى تخطي مهددات المتغيرات الدولية الصعبة خاصة على الصعيد الاقتصادي، والتي لن نمر منها سوى بالعمل، وتفرض المرحلة أولوية التصدي لمهددات مثل الأمن الغذائى وأمن الطاقة وأمن الملاحة هذا بجانب المهددات التقليدية مثل محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ويعد الأمن الغذائى أخطر ما يهدد الاستقرار العالمي، وقد عملت الدولة المصرية مبكرا خلال الثمانى سنوات الماضية على إنشاء مشروعات الأمن الغذائى بمختلف قطاعاتها، ما وضع مصر فى موقف يمكنها من التصدي لهذا التهديد عبر الإسراع باستكمال تلك المشروعات وهو الأمر الذي تدفع به القيادة السياسية، بل إن صادرات مصر الزراعية والتي تخطت 2 مليار دولار وضعت القاهرة كرقم مهم فى معادلة الأمن الغذائي العالمي فكيفما نحتاج نحن للقمح يحتاج محيطنا الإقليمي لسلع زراعية أخرى لدى مصر وفرة فيها، هذا بجانب عنصر النقل الآمن عبر إحكام السيطرة المصرية على منافذها البحرية وضمان حركة الملاحة فى ظل مخاطر متزايدة فى مختلف أرجاء العالم تهدد سلاسل الإمداد والتموين، بجانب هذا يشهد العالم مهددا آخر يتعلق بعدم توافر الطاقة.
وأيضا عملت مصر خلال السنوات الماضية على ترسيم حدودها البحرية والاستفادة من ثروتها الطبيعية وحدثت بنيتها التحتية وأصبح لديها فائض فى الكهرباء والغاز بل وتقوم بالتصدير لدول الإقليم (العربية والإفريقية والأوروبية)، هذا يعني أن مصر تخوض معركة البقاء والوجود التي سينتج عنها تغير فى شكل المجتمع الدولي وهي متسلحة بمكتسبات تحققت فى وقت قياسي لولاها لكنا فى مهب الريح.
أولوية الأمن الغذائي وأمن الطاقة لديهم ارتباط وثيق بكافة الأهداف التنموية الأخرى لهذا نحن ليس لدينا رفاهية إيقاف عجلة العمل والإنتاج، بل علينا المرور نحو خطط الدولة التنموية وعلى رأسها مبادرة حياة كريمة والتي تساهم بشكل أساسي فى بناء إنسان قادر على تحديد المخاطر ومواجهة الأزمات، لتمضي مصر نحو حوار وطني بناء يكمل بناء الدولة الذي أسس له بتضحيات البواسل وعرق الكادحين، فلنكمل العمل ونشيد الوطن ونتصدى للمخاطر.