أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ضرورة أن يختار مجلس النواب من يراه مناسبا لتشكيل الحكومة الجديدة، موضحا أن يكون التشكيل الحكومي لا بد أن يكون من دون شروط وتعقيدات يضعها أي فريق في وجه الرئيس المكلف، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل.
جاء ذلك في تصريحات له اليوم خلال لقاء حواري نظمه معهد ال سياسة والمجتمع في العاصمة الأردنية عمان.
واستعرض ميقاتي الأوضاع في لبنان في ضوء السياقات التاريخية والسياسية خلال العقود الماضية، وصولاً إلى الانتخابات الأخيرة، والسيناريوهات المتوقعة على صعيد تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والعلاقات بين القوى السياسية المختلفة.
وقال إن لبنان بات على مفترق طرق، ومن المستحيل أن يستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، داعيا للانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه.
وشدد على أهمية اللامركزية الواردة ضمن اتفاق الطائف باعتبارها خيارا مناسبا في المرحلة المقبلة للتعامل مع الأوضاع السياسية والإدارية، بما يحفظ وحدة الدولة اللبنانية ضمن تنظيم للمقيمين فيها، مع ضرورة ستكمال تنفيذ اتفاق الطائف فيما يتعلق بالغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس الشيوخ واقرار قانون جديد للانتخابات على أسس وطنية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت ميقاتي إلى أن لبنان سيعبر هذه المرحلة الصعبة، إذا سار على الخط المرسوم من خلال تطبيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإجراء الإصلاحات الأساسية التي تضع لبنان على سكة التعافي.
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية، أكد ميقاتي الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأمريكي اموس هوكشتاين، لافتا إلى تشديد جميع المعنيين على أولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان.
وعن الملف الحكومي وإمكان تكليفه مجددا، أشار ميقاتي إلى صعوبة المرحلة وتعقيداتها، مؤكدا أنه ليس ساعيا إلى هذا الأمر، متمنيا أن يسرع المجلس النيابي في اختيار من يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف.
وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، أكد ميقاتي أنه في ظل تركيبة المجلس النيابي الجديد بات من الصعب على أي فريق أن يعطل الانتخابات، وبالتالي فإن إمكانية إجراء الانتخابات باتت أكثر احتمالا مما كانت عليه قبل أشهر، مشيرا إلى أنها قد تتأخر ولكنها ستحصل.