علي جمعة: التفكير نعمة ربانية وهبها الله للإنسان

علي جمعة: التفكير نعمة ربانية وهبها الله للإنسانعلى جمعة

الدين والحياة12-6-2022 | 10:48

قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ان التفكير نعمة ربانية وهبها الله للإنسان، ومن شكر النعمة أن نتحدث بها قال الله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، وقال رسول الله ﷺ: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» (أحمد والترمذي)، وقال في شأن قصر الصلاة - ثم صارت مقولته قاعدة مستمرة: «صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته» (أحمد ومسلم وأبو داود).

وأوضح جمعة: الدليل على أن التفكير نعمة أننا قد أُمرنا به في حياتنا كلها، وقد ورد في القرآن قوله سبحانه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، فربط بين الالتزام بالأوامر والنواهي في العقيدة والشريعة والأخلاق، وبين التفكر الذي هو الأساس في الفهم، ولهذا كان تعلم التفكير السليم أساساً من الأسس اللازمة لبناء إنسان الحضارة.

وأضاف أن الفكر ترتيب أمور معلومة يتوصل الإنسان بها إلى مجهول. والأمور المعلومة تكون في صورة جملة مفيدة، يضم الفكر جملة مع جملة ويربط بينها ويخرج بنتيجة منها، وكل جملة مفيدة قد تخبر عن واقع وقد تعبر عن طلب، و التفكير المستقيم يبدأ من البحث في الجملة التي تخبر عن واقع ويأخذ في التأكد من صحتها وإلا اتجه الفكر إلى الخرافة فلا يكون مستقيماً. وكل جملة مفيدة لها مجال، وكل مجال له طريقة في إثباته، ودليل يبرهن على صحته ومعيار للقبول والرد بشأنه.

وتابع: هناك أمور تعود إلى الحس والتجريب مثل جملة: النار محرقة، والشمس مشرقة، ودليل هذه الأمور يكون بإدراك الحس أو بالخبر المتواتر الموثوق به. وهناك أمور أخرى تعود إلى العقل مثل حقائق الرياضيات. وهناك أمور تعود إلى النقل مثل أحكام اللغة وأحكام الشريعة، وكل ذلك يحتاج إلى منهج من التجربة والملاحظة والاستنتاج، وتكرار ذلك مرات حتى تستقر في الذهن حقيقتها وتكون صالحة للاستعمال، ويسمى المناطقة الجملة المفيدة «النسبة التامة» وتُعَرّف بأنها «إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه»، فإذا كانت الجملة عادية حسية أضافوا عبارة «بناء على التكرار»، وإذا كانت نقلية قالوا: «بناء على وضع الواضع»، وإذا كانت عقلية قالوا: «غير معتمدة على تكرار ولا وضع واضع».

أضف تعليق