الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: عن ترياق الكتابة و دوافعها.. !

الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: عن ترياق الكتابة و دوافعها.. !الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: عن ترياق الكتابة و دوافعها.. !

*سلايد رئيسى1-2-2018 | 22:35

"الترياق الأفضل للقارئ العليل... هو الكتابة".

                                                                                       ~ هنرييت آن كلاوسر

كنت ولازلت أوقن بأن الكتابة هي التعبير الأسمى، و الصياح الصاخب لما يختلج بدواخلنا، ولكن كونها تعبيراً فقط هذا لن يكفي كدافعٍ وحيد لدى كل كاتب.

فحين نشر مقالته المعنونة بدوافع الكتابة عام 1946 لخص جورج أورويل أربعة دوافع للكتابة ليست هي الوحيدة و لكنها الأكثر شيوعاً، وهى:

1- الإنانية المطلقة : برغم سوداوية الدافع إلا أنه و بكل أسف يعد من أهم دوافع الكتابة، دافع الإنانية المطلقة وتُعني  إحساس الرغبة بالخلود و ترک الأثر .

أن يتم تذكرک بعد الوفاة .

كتب الأديب التشيكي ياروسلاف سايفرت  في أحد مذكراته :" أكتب ربما تعبيراً عن الرغبة الكامنة في كل إنسان في أن يخلف وراءه أثراً".

أي هي حالة شغف نحو تحقيق الذات، و الحصول على ورقة اليانصيب الرابحة ، الخلود .

2- الحماسة الجمالية: مسرة وقع صوتٍ على آخر،  في إنضباط النثر الجيد أو إيقاع القصة الجيدة.

الحماسة الجمالية هي ذاک الشعور الذي يتملکک لإختلاق كلمات ذات تأثير و صدىً رنان.

إحدى نصائح إيزابيل الليندي : " الأمر جدير بأن تعمل كي تجد الكلمة الدقيقة التي ستخلق شعوراً أو تصف حالة ، ابحث في القاموس،  استخدم مخيلتک أو حُک رأسك حتى تخرج إليک" .

3- الدافع التاريخي : هي الرغبة الكامنة برؤية الأشياء كما هي.

أذكر أنني كنت قد كتبت في أحد مقالاتي السابقة عن دافع القراءة من أجل التمذهب و القضاء عليه،  فهنا أيضاً و في ذات المنظور يكمن الدافع التاريخي للكتابة فهي تمثيل لعملية توثيق تاريخ الأفكار ،و المذاهب، و الحقب السياسية و الإجتماعية، سواء كان بعرضه بدون أي حذف أو إضافة أو بغرض التلاعب فيه كما يحدث في الكثير من كتب التاريخ،  الخلاصة أن الدافع التاريخي من أحد أهم دوافع الكتابة.

4- الغرض السياسي: قال أحدهم : أن الرأي بأن الفن يجب ألا يتعلق بالسياسة هو بذاته موقف سياسي!

 5- توثيق المعارف - دافع شخصي :

بالنسبة لي كقارئ عصرت عشرات الكتب و المقالات، كان دافعي الأول من الكتابة هو توثيق تلک المعارف، و مشاركة العصير مع الجميع.

 كتبت لأنني وددت أن أوثق ما قرأته..! إذ كان الأمر بالنسبة لى صيدٌ و الكتابة قيده.

* كاتب المقال: سودانى الجنسية – يدرس بكلية الهندسة قسم الاتصالات – بجامعة جواهر لال نهرو التكنولولجية – بالهند … مهتم بقضــايا الفكر والثقافة. ويسعى لإيقاد شعلة النهضـة فى أمته بسلاح القلم ونور المعـرفة كما يقول فى تعريفه لنفسه.
أضف تعليق

إعلان آراك 2