نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار الـ 8 سنوات فى خوض أصعب المعارك من أجل بقاء الوطن مستقرًا وسط هذا المحيط الإقليمي المضطرب واستطاع بجدارة واقتدار أن يواجه تحديات الداخل والمخاطر القادمة من الخارج، رغم عظم هذه التحديات والمخاطر، وهو ما يمنح الشعب المصري الثقة الكاملة فى قيادته السياسية وقدرتها علي المرور بمصر بأمان من تبعات الأزمات العالمية التي تطال كافة دول العالم، فقد حققت مصر انتصارا عظيمًا بمعركة البقاء، والآن تسعي للوجود واستكمال الطريق نحو جمهوريتها الجديدة.
بداية يجب النظر للحالة المصرية، كونها استثناء لا يمكن أن ينطبق عليه السيناريوهات المتوقعة من الآخر نتاج المتغيرات الإقليمية أو الدولية، والشاهد على هذا عدم استجابة مصر لسيناريوهات الخريف العربي أو انهيار الاقتصاد المصري أمام جائحة كورونا، أيضا التاريخ به الكثير والكثير من الشواهد، التي تؤكد صحة هذا الطرح، أما الحاضر فقد عزز من امتلاك مصر للأدوات، التي تمكنها من المحافظة على استجابتها الخاصة للمتغيرات الخارجية ومواجهة التحديات الداخلية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، التي شكلت ملحمة مصرية أنتجت حالة وطنية فريدة وعلاقة خاصة بين القيادة السياسية والشعب، ما صنع وعيا جمعيا مصريا قادرا على التماسك والمحافظة على الاستقرار الداخلي وإدراك المخاطر والعمل سويا على مواجهتها، وهذا يعد أحد أهم عوامل استثنائية الحالة المصرية، التي تتمتع أيضا بموقع جيوساسي يمنحها ميزة تفضيله إضافية تم تعظيم الاستفادة منها من خلال إنشاء قناة السويس الجديدة وترسيم الحدود البحرية واستخراج الثروات الطبيعية، وتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة وأيضا نقطة التقاء للتجارة العالمية التى لا يمكن الاستغناء عنها، بالتوازي اتزنت بوصلة مصر الدبلوماسية، ما أكسبها قدرة تنافسية على خلق علاقات متميزة مع كافة أطراف المجتمع الدولي، بما يخدم المصالح المصرية أولا.
البناء الاقتصادي للدولة وما تحقق من بنية تحتية وطفرة تنموية فى الداخل المصري على مدار السنوات القليلة الماضية أيضا يعد أحد أدوات مقاومة الدولة لتلك المتغيرات الدولية الصعبة، حيث استطاعت مصر إنجاز عدد غير مسبوق من مشروعات الأمن الغذائي والري والأسمدة، ما جعلها تحقق بالفعل الاكتفاء الذاتي فى معظم السلع الغذائية، هذا بجانب الاكتفاء الذاتي من الغاز والكهرباء وقريبا من كافة المواد البترولية، مصر تمتلك الغذاء والطاقة، بل تصدرهما للخارج ولديها نقطة ارتكاز هي الأهم فى سلاسل الإمداد والتموين العالمية بالإضافة لسياساتها الخارجية المتزنة واستقرارها الداخلي، وبجانب كل هذا، هي قوة الردع الأقوى إقليميًا، تلك المقومات وغيرها من عناصر قوة مصر الوطنية الشاملة تطمئنا علي مستقبل الوطن الذي أراد الله له البقاء والوجود، فقط علينا أن نواصل العمل والبناء وأن نستمر فى طريقنا نحو الجمهورية الجديدة.