الجيش الروسى يكثف القصف بهدف الاستيلاء على كامل دونباس

الجيش الروسى يكثف القصف بهدف الاستيلاء على كامل دونباسالقوات الروسية

عرب وعالم4-7-2022 | 10:32

يستمر الجيش الروسي بقصف شرق أوكرانيا وبالتقدم في خطة السيطرة على كامل منطقة دونباس بعد استيلائه على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية، في وقت يعد مؤتمر لوغانو في سويسرا لمرحلة إعادة البناء.
وأفاد حاكم خاركيف، أوليه سينيهوبوف، أن القوات الغازية قصفت مناطق مختلفة من المدينة الحدودية مع روسيا، الاثنين، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان".
وقال سينيهوبوف في آخر تحديث له عن الوضع إن "العدو هاجم مدن وقرى مناطق خاركيف وإيزيوم وبودوخيف خلال النهار. ونتيجة القصف، دمرت المباني السكنية والمزارع والمرائب وغيرها من المباني". كما أكد في وقت سابق أن الروس قصفوا مدرسة ثانوية في خاركيف عند الرابعة من فجر الاثنين، دون أن تكون هناك أنباء عن وقوع ضحايا.
وأعلنت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية، مساء الأحد، انسحابها من ليسيتشانسك محور معارك شرسة خلال الأسابيع الأخيرة مقرة بـ "تفوق" القوات الروسية على الأرض في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا.
واشتد القتال داخل وحول مدينة لوجانسك خلال الأسبوع الماضي حيث أحرزت القوات الروسية تقدمًا مطردًا، بحسب تقييمات مخابرات الدفاع البريطانية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في إحاطتها اليومية بشأن الغزو الروسي إن تركيز روسيا سيتحول الآن بشكل شبه مؤكد إلى الاستيلاء على منطقة دونيتسك، التي لا يزال جزء كبير منها تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وكانت ليسيتشانسك آخر مركز سكاني رئيسي متبقي في لوجانسك تحت السيطرة الأوكرانية.
وأفاد حاكم منطقة لوجانسك الأوكراني، سيرغي غايداي، بأن 8 آلاف مدني لا يزالون متواجدين في سفرودونتسك و10 آلاف آخرين في ليسيتشانسك.
وقال غايداي في تحديث على تليغرام "ندافع عن جزء صغير من منطقة لوغانسك حتى يكون لدى جيشنا الوقت لبناء دفاعات"، بحسب ما نقلت "الغارديان".

وبعد استيلائها على ليسيتشانسك المرحلة الأساسية في الهيمنة على حوض دونباس الصناعي الذي ينطق غالبية سكانه بالروسية ويسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، يبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين إلى الغرب، اللتين تتعرضان للقصف دونما هوادة منذ الأحد.
وفي كلمته اليومية مساء الأحد، حاول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، التخفيف من وطأة الوضع مركزا على خطوط الجبهة الأخرى حيث تؤكد كييف أنها "تحرز تقدما" في منطقتي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب). وأكد "سيأتي يوم نقول الشيء نفسه عن دونباس".
في مدينة سلوفيانسك التي كان عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب، أسفرت ضربات الأحد الروسية عن سقوط ستة قتلى بينهم طفلة في التاسعة. وقال زيلينسكي: "كان اسمها إيفا وكانت لتحتفل بعيد ميلادها العاشر في أغسطس".
وتدعو السلطات الأوكرانية السكان الآن إلى المغادرة فيما بات خط المواجهة على بعد كيلومترات قليلة من سلوفيانسك.
في سيفيرسك على بعد حوالى عشرين كيلومترا غرب ليسيتشانسك يبدو أن القوات الأوكرانية تعتمد على خط دفاع بين هذه المدينة ومدينة باخموت لحماية سلوفيانسك وكراماتورسك. وتحدث سكان اتصلت بهم وكالة فرانس برس عن عمليات قصف تزداد كثافة على سيفيرسك في الأيام الأخيرة.
وأكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني في مؤتمر صحفي صباح الاثنين "كثف العدو قصفه على مواقعنا باتجاه باخموت". ودوت الانذارات المحذرة من وقوع غارات جوية ليل الأحد الاثنين وصولا حتى أوديسا.
في أوكرانيا لم يعد أحد يتكهن بمدة الحرب، في وقت تشير تقييمات مخابرات الدفاع البريطانية إلى أن القتال الطاحن من أدل دونابس لن يتغير خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت لودميلا ياشتشوك (55 عاما) من سكان كييف لوكالة فرانس برس "في البداية كان الخبراء يؤكدون أن الحرب ستنتهي سريعا ومن ثم قالوا إنها ستنهي في في عيد الدستور (28 يونيو) ومن ثم عيد الاستقلال (24 أغسطس) لكنهم الآن لا يقولون شيئا".


في مدينة بوتشا فيما عاد بعض سكان هذه المدينة التي شهدت مآسي، إلى زراعة الزهور عند أقدام المباني أو الخضار، لا يتجرأ السكان بعد على الحديث عن إعادة البناء فيما نتيجة المعارك غير مؤكدة. وندوب المعارك لا تزال بارزة هنا من نوافذ محطمة وآثار الرصاص والفجوات في الجدران.
وتقول فيرا سيمينويك (65 عاما) همسا "نخلد إلى النوم من دون أن نعرف إن كنا سنستيقظ في اليوم التالي. الجميع عاد وبدأ يصلح منزله الكثير يضعون نوافذ جديدة. ستكون مأساة إن عادت الحرب وأن نضطر إلى المغادرة مجددا".
وفي حين أن نتيجة الحرب غير محسومة بعد، ينعقد مؤتمر لوغانو المقرر منذ قبل الغزو الروسي ل أوكرانيا نهاية فبراير يومي الاثنين والثلاثاء في محاولة لرسم معالم إعادة البناء في أوكرانيا مستقبلا.
ووصل رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال، ورئيس البرلمان، رسلان ستيفانشوك، إلى لوغانو الأحد على أن يلتقيا خصوصا رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، لإرساء أسس "خطة مارشال" ل أوكرانيا مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعا والتقديرات تراوح بين عشرات إلى مئات مليارات الدولار.
ورأى روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر في مقابلة مع محطة "ار تي اس" التلفزيونية السويسرية أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير "أفق إيجابي للمدنيين".
وستعرض وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، الاثنين في لوغانو خطة بريطانية واسعة لإعادة البناء في أوكرانيا، حيث تدعم المملكة المتحدة، أوكرانيا "على المدى الطويل".
وقالت الوزيرة قبل المؤتمر "انعاش أوكرانيا بعد حرب العدوان الروسية سيشكل رمزا لتفوق الديمقراطية على التسلط. وسيظهر ذلك لبوتين أن محاولته لتدمير أوكرانيا جعلت منها أمة أقى وأكثر ازدهارا ووحدة".
وأبلغت تراس أعضاء البرلمان الأسبوع الماضي أنها تدعم فكرة أن الحكومة يمكن أن تصادر الأصول الروسية المجمدة في المملكة المتحدة وتعيد توزيعها على ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا، على ما نقلت صحيفة "الغارديان".

وفي سياق متصل، يستمر الغزو الروسي في إحداث تأثير مدمر على القطاع الزراعي في أوكرانيا، حيث تسببت الحرب في اضطراب كبير في سلاسل الإمداد بالبذور والأسمدة التي يعتمد عليها المزارعون الأوكرانيون.


ويستمر الحصار الروسي لأوديسا في تقييد صادرات الحبوب الأوكرانية مما يجعل من غير المرجح أن تزيد الصادرات الزراعية الأوكرانية في عام 2022 عن 35 بالمئة من إجمالي عام 2021، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.
وبعد انسحابها من جزيرة الأفعى على البحر الأسود، ادعت روسيا بشكل مضلل أن "الكرة الآن في ملعب أوكرانيا" فيما يتعلق بتحسين صادرات الحبوب. لكن الواقع هو أن تعطيل روسيا للقطاع الزراعي الأوكراني هو الذي يستمر في تفاقم أزمة الغذاء العالمية، كما تقول الوزارة البريطانية.


إلى ذلك، قالت اللجنة الاولمبية الدولية من جهتها إنها ستزيد مساعداتها المالية المباشرة للرياضيين الأوكرانيين ثلاث مرات لكي يتمكنوا من أن "يرفعوا عاليا" علم بلادهم خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024 والشتوية في 2026 على ما أعلن رئيسها توماس باخ.


وقال باخ خلال زيارة لكييف واقفا إلى جانب زيلينسكي "الوقت لم يحن" لتغيير موقف اللجنة الأولمبية الدولية التي أوصت باستبعاد الرياضيين الروس والبيلاروس من كل المناسبات الرياضية الدولية.

أضف تعليق