وصفت صحيفة ذا هيل الأمريكية استجابة الولايات المتحدة لتفشي مرض جدري القردة بـ"المتعثرة"، حيث قفزت الحالات المؤكدة إلى 700 خلال الشهرين الماضيين منذ اكتشاف الحالات لأول مرة، فيما تكافح العيادات في جميع أنحاء البلاد لتلبية الطلب على اللقاحات الفعالة.
ونسبت الصحيفة -في مقال عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء إلى بعض خبراء الصحة العامة والمرضى قولهم إنه يتعين القيام بالمزيد، وحذروا من تكرار الأخطاء التي ارتكبت خلال جائحة كوفيد-19.
وقالت الصحيفة إن فيروس جدري القردة يعد أقل عدوى من كوفيد-19.. ويقول الخبراء إن الولايات المتحدة تعلمت دروسا من جائحة فيروس كورونا، والتي ينبغي أن تساعد الأمة في السيطرة على الفيروس.
وتعليقا على ذلك قالت لينا وين ، وهي أستاذة أبحاث السياسة الصحية والإدارة في جامعة جورج واشنطن ومفوضة الصحة السابقة في بالتيمور -في مقابلة مع الصحيفة- إنها شعرت بأنها ترى أمرا سبق وأن رأته من قبل، قائلة "ربما كان أهم شيء بالنسبة لي هو عدم وجود اختبارات"، وتساءلت "لماذا لم نتعلم من دروسنا "
وفي الأسبوع الماضي أعلنت لابكورب، وهي إحدى أكبر شبكات الاختبارات المعملية في الولايات المتحدة، أنها ستبدأ اختبار جدري القردة باستخدام اختبارات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وستكون الشركة قادرة على إجراء حوالي 10 آلاف اختبار يوميا.
وتم تأكيد أكثر من 760 حالة إصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة في ما يقرب من 40 ولاية، وهو عدد أقل من المؤكد تقريبا حيث قد لا يدرك الكثيرون أنهم مصابون أو لم يتم اختبارهم بعد.
وأضافت الصحيفة أنه على عكس كوفيد- 19 ، فإن جدري القردة ليس فيروسا جديدا ولا ينتشر بسهولة وينتقل إلى حد كبير من خلال التلامس الوثيق عبر الجلد،وعلى الرغم من أنه يؤثر حاليا على عدد قليل نسبيا من الناس في الولايات المتحدة، إلا أن العلماء يخشون أن هذا التفشي قد ينتشر خارج نطاق السيطرة.
وتعليقا على ذلك قال جاي فارما، وهو عالم أوبئة عمل كمستشار صحي كبير لعمدة مدينة نيويورك السابق بيل دي بلاسيو- في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إنه يخشى أن يتوطن جدري القردة في الولايات المتحدة.
وأشار عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز، في رسالة أرسلها إلى الرئيس بايدن أمس الاثنين إلى عدم تلبية الطلب على لقاحات جدري القردة، و طلب آدامز من البيت الأبيض التفكير في جدول تطعيم مختلف يسمح لفترة أطول بين جرعتين من لقاح الجدري، حتى يمكن تحصين المزيد من الأشخاص على الفور.
وأوضحت ذا هيل أنه سرعان ما نفدت جرعات اللقاح المتاحة في العيادات في المدن الكبرى مثل نيويورك وواشنطن العاصمة، موضحة أن نيويورك لم تقدم أي تحذير قبل الإعلان عن طرح اللقاح الخاص بها في أواخر الشهر الماضي، حيث نفدت الجرعات في غضون ساعات مع عدم وجود معلومات عن موعد توفر المزيد من اللقاحات.
وقال إريك تونر، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي في كلية بلومبيرج للصحة العامة، إنه شعر أن الاستجابة كانت كافية في ظل القيود الحالية، مشيرا إلى الصعوبات الكامنة في تدابير مثل تتبع الاتصال بالإضافة إلى الطريقة السريعة التي نشرت بها الحكومة الفيدرالية اللقاحات وقدمت طلبات للحصول على المزيد.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة، لا يزال آخرون يقولون إن الاستجابة لم تكن سلسة كما ينبغي، واعترف أحد كبار مسؤولي إدارة بايدن - الذي تحدث دون الكشف عن هويته- لصحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي بأن اختبار جدري القردة لم يكن سريعا أو ملائما كما ينبغي، وشملت العوامل المساهمة في ذلك المفاوضات مع المختبرات وتكثيف إمدادات الاختبار وتدريب الموظفين، بحسب المسؤول.