أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك، أن ما يشهده العالم من انتشار متزايد لخطاب الكراهية والأفكار المتطرفة، التي تحض على العنف، الموجه بشكل خاص ضد النساء والفتيات والأقليات العرقية والدينية والمهاجرين، يستدعى تكثيف العمل المشترك لترسيخ قيم التعايش والسلام، وتعزيز الشراكات والجهود الإنسانية المخلصة والواقعية والمنصفة، القادرة على مواجهة تيارات ا لعنف والتطرف، وتحقيق التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولى رفيع المستوى، الذي تعقده المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان في المغرب بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية، بمدينة فاس ويستمر على مدى يومين، احتفالا بالذكرى الخامسة لاعتماد الأمم المتحدة خطة عمل القادة الدينيين لمنع التحريض على ا لعنف الذي قد يؤدى إلى ارتكاب جرائم وحشية، والتي تُعرف بـ"خطة عمل فاس".
وأشاد المدير العام لل إيسيسكو بأهمية خطة عمل فاس المتميزة بالجدية منذ إطلاقها لمجابهة التحريض المفضى إلى جرائم تهدد الإنسانية، مشيرا إلى أهمية ملتقى فاس، الذي شهد مشاركة متميزة من مسؤولين ورؤساء منظمات دولية وقيادات دينية وفكرية عالمية، لتجديد روح البحث والتقصى واستكشاف مسارات تكفل ترسيخ قيم التعايش المشترك باعتباره مبتغى الشرائع ومقصد الدين ومنشود الحضارات.
ووجه الشكر إلى الملك محمد السادس، على رعايته وتشجيعه لخطة عمل فاس ومخرجاتها.
واستعرض الدكتور المالك أبرز المبادرات والبرامج، التي أطلقتها منظمة ال إيسيسكو للمساهمة في بناء مجتمعات ذات قدرة على المواءمة بين الثبات والتحول، من خلال مجابهة تيارات التطرف والتحريض الإجرامى الأعمى، وتطوير منظومة حقوق الإنسان والإنسانية، وعقدها مؤتمر الذكاء الجماعى في مكافحة التطرف العنيف، بالتعاون مع المرصد المغربى حول التطرف العنيف بالمغرب، مؤكدا التزام ال إيسيسكو بالتعاون المشترك والتنسيق مع مختلف الجهات المتخصصة الإقليمية والدولية في مكافحة الفكر المتطرف، لبناء نموذج متطور للتعاون القائم على الذكاء الاجتماعى.