صحيفة أمريكية: الجفاف يضر بأكبر اقتصادات العالم

صحيفة أمريكية: الجفاف يضر بأكبر اقتصادات العالمالجفاف فى أوروبا

اقتصاد22-8-2022 | 05:58

تؤدى موجات الجفاف الشديدة عبر نصف الكرة الأرضية الشمالى - الممتد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا والصين - إلى مزيد من التعقيد لسلاسل التوريد وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، مما يزيد الضغط على نظام التجارة العالمى الذى يعانى بالفعل من ضغوط، وفق صحيفة وال ستريت جورنال" الأمريكية.

وتشهد أجزاء من الصين أطول موجة حرارة مستدامة منذ بدء حفظ السجلات فى عام 1961، وفقًا لمركز المناخ الوطنى الصيني، مما أدى إلى إغلاق التصنيع بسبب نقص الطاقة الكهرومائية، بحسب صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية.

والجفاف يؤثر كذلك على إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا ليصبح الأسوأ منذ 500 عام، وفقًا لأندريا توريتي، عالمة المناخ فى مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية.

ففى الغرب الأمريكي، يبدو أن الجفاف الذى بدأ قبل عقدين من الزمن هو الأسوأ منذ 1200 عام، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس. ويقارن الباحثون حالات الجفاف عن طريق قياس نمو حلقات الأشجار السنوية التى تعكس هطول الأمطار ودرجة الحرارة من سنة إلى أخرى فى مناطق محددة.

ويقول علماء المناخ إن فترات الجفاف هذا العام ترجع جزئيًا إلى ظاهرة النينيا، وهو نمط دورى للمياه الباردة فى شرق المحيط الهادئ يدفع التيار فى الغلاف الجوى شمالًا، تاركًا أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا مع هطول أمطار أقل. وتقول الأمم المتحدة إن نسبة حالات الجفاف فى جميع أنحاء العالم قد ارتفع 29٪ منذ عام 2000 بسبب تدهور الأراضى وتغير المناخ.

ولكن بالنسبة لبعض أكبر الاقتصادات فى العالم، أضر الجفاف الذى حدث هذا الصيف بالصناعات بما فى ذلك توليد الكهرباء والزراعة والتصنيع والسياحة، ما أدى إلى تفاقم اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن جائحة كورونا-19 والضغط على أسعار الطاقة والغذاء من الحرب فى أوكرانيا.

ففى الولايات المتحدة، يتوقع الخبراء الزراعيون أن يفقد المزارعون أكثر من 40٪ من محصول القطن، بينما فى أوروبا من المتوقع أن ينخفض محصول زيت الزيتون الإسبانى بما يصل إلى الثلث وسط الظروف الحارة والجافة.

وفى أوروبا، تجرى الأنهار مثل نهر الراين وبو فى إيطاليا، والتى تعمل كشرايين للتجارة، عند أدنى مستوياتها التاريخية، مما يضطر المصنّعين إلى قطع شحنات التجارة.

كما أدى انخفاض منسوب الأنهار إلى خفض توليد الطاقة الكهرومائية فى جميع أنحاء القارة، مما أثر على مصدر بديل رئيسى للغاز الطبيعي، والذى يتناغم مع تقليص روسيا للتدفقات من مصادر الطاقة. وأجبرت الحرارة فرنسا على خفض الإنتاج فى العديد من المفاعلات النووية لأن مياه النهر التى تبردها دافئة للغاية بسبب ارتفاع الحرارة.

وتخطط ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسى فى أوروبا، لحرق المزيد من الفحم بدلاً من الغاز لتوليد الكهرباء، لكن المستويات المنخفضة على نهر الراين تعيق الشحنات.

ويقول علماء المناخ الأمريكيون والأوروبيون إن ظاهرة الاحتباس الحرارى قد ضاعفت من حدة تأثير ظاهرة النينيا. وقالت إيسلا سيمبسون، عالمة المناخ فى المركز الوطنى لأبحاث الغلاف الجوى فى بولدر، كولورادو، بالولايات المتحدة، إن الغلاف الجوى الأكثر دفئًا يمتص المزيد من الرطوبة من الأرض، مما يزيد من مخاطر الجفاف

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2