الممثلون المصريون الذين هاجروا إلى إسرائيل و تجسسوا لصالحها (!!)

الممثلون المصريون الذين هاجروا إلى إسرائيل و تجسسوا لصالحها (!!)الممثلون المصريون الذين هاجروا إلى إسرائيل و تجسسوا لصالحها (!!)

* عاجل18-2-2018 | 21:10

دار المعارف* مجموعة من الحكايات المكذوبة التى تحولت إلى ما يشبه الحقائق الراسخة بشأن عدد من الفنانين المصريين، يفككها الكاتب المحقق المؤرخ الصحفى أشرف غريب، فى كتابه الصادر حديثا بعنوان " الممثلون اليهود في مصر". غريب كان قد سبق له أن أصدر كتابين جاءا بمثابة حجر كبير ألقى فى مياه التأريخ الفنى الراكدة، على معلومات آسنة لم يتطرق لها مؤرخون على شاكلة الراحلين أحمد رأفت بهجت أو أبو شادى، الكتابان حملا عنوانى: "الوثائق الخاصة لليلى مراد" و"العندليب والسندريلا.. الحقيقة الغائبة" ، ويأتى هذا الكتاب الثالث ليضيف جديدا فى مشروع غريب فى التأريخ للفن والفنانين فى مصر. وفى موقع "بى بى سى" العربى كتب الصحفى المصرى عامر سلطان تقريرا مهما عن كتاب أشرف غريب الأخير، تضمن إجابات للمؤلف نفسه عن بعض مما جاء فى كتابه أو حوله من استفهامات.
تاريخ الممثلين اليهود قال غريب لـ "بي بي سي" إنه على عكس الصعوبات التي واجهها في كتابيه الأخيرين "الوثائق الخاصة لليلى مراد" و"العندليب والسندريلا.. الحقيقة الغائبة"، فإن تدقيق تاريخ الممثلين اليهود في مصر كان "مهمة شبه مستحيلة"، والسبب هو "ندرة المعلومات وانتشار الكثير المغلوط منها بين الناس حتى في الوسط الفني بعد انتشار المواقع الالكترونية غير المهنية التي تروج لأخطاء كارثية بلا تدقيق". وجاء فى الكتاب أنه بخلاف الشائع، فإن عدد الممثلين اليهود حتى عقد الأربعينيات، الذي أمكن لغريب حصره، يوازي إن لم يتجاوز عدد الممثلين الأقباط على مدى تاريخ الفن في مصر، والأكثر من هذا أن عددهم في بعض الفرق المسرحية، كما عند جورج أبيض وسلامة حجازي "كان يفوق مثيله من المسلمين ربما بسبب عدم حماس المصريات، مسلمات وقبطيات، للظهور على خشبة المسرح"، حسبما يؤكد غريب. وقد امتهن هؤلاء الفن في مصر ، وهم ومختلف أهل الفن حينها، على قناعة بمبدأ الدين لله والفن للجميع، كما يقول الكاتب، الذي بات مرجعا في تاريخ الفن في مصر. وعلى الرغم من صعوبة تقصي الحقائق عن هؤلاء الممثلين، فإن غريب أصر، (كما قال لعامر سلطان) على السعي للكشف عن التاريخ الحقيقي للممثلين اليهود في مصر "باعتبارهم جزءا من الحركة الفنية في بلادنا يجب أن يوضع في حجمه الطبيعي دون إفراط في تقدير حجم هذا الدور ، كما يفعل مناصرو إسرائيل أو تفريط فيه كما اعتاد الباقون". راقية إبراهيم وفى رأينا ورأى الكثير من المصريين، من الذين عرفوا شيئا عن الممثلين اليهود فى مصر فإن راقية إبراهيم إحدى أجمل الممثلات التى طلت بوججها عبر الشاشة الفضية على الجماهير، وبطلة أول فيلم مصرى عن قصة روائية (زينب)، هى الأكثر إثارة واهتماما بسبب ما أحيط بسيرتها من دراما حقيقية استمدت إثارتها من الصراع العربى الإسرائيلى. كانت حرب 1948 بين العرب واليهود في فلسطين وقيام دولة إسرائيل نقطتين فاصلتين في تاريخ الممثلين اليهود في مصر.، ويقول غريب إنه "منذ أن غيبت السياسة والأطماع العنصرية الممثل اليهودي عن المشهد الفني في مصر، ومع مرور السنين، أصبح الغموض مسيطرا على أي حديث عن هؤلاء، وباتت المغالطات والأخطاء هي السائدة لدى معظم من تصدوا للكتابة في تاريخ الفنانين اليهود في مصر". ويعتقد بأن السياسة لعبت دورا في اختفاء المعلومات عن الفنانين اليهود في مصر، ويرى غريب أنه "ربما يكون قد تم إخفاء المراجع الدقيقة عن علاقة اليهود بالفن في مصر والعالم العربي لأسباب تتعلق بالحساسية السياسية التي صاحبت الصراع العربي الإسرائيلي حتى أن نجمة كبيرة في حجم راقية إبراهيم لا أحد يعرف عنها شيئا حقيقيا متفقا عليه منذ مغادرتها مصر عام 1954". "تخابر لمصلحة إسرائيل" ومن بين المعتقدات الشائعة التي يفندها الكتاب ما شاع في مصر والعالم العربي عن يهودية النجم الشهيرعمر الشريف. ويكشف خطأ هذا الاعتقاد ويؤكد أنه كان كاثوليكيا مارونيا، وتحول إلى الإسلام في بدايات الخمسينيات عند اقترانه بالممثلة المعروفة فاتن حمامة، ما أغضب والده وأصابه بمرض السكري. كما راج في مصر أن الممثلة والراقصة المعروفة كيتي، التي اتُهمت بالتخابر لمصلحة إسرائيل، كانت يهودية، غير أنها كانت "مسيحية كاثوليكية هاجرت من مصر هجرة طبيعية بعد منتصف الستينيات عائدة إلى بلادها، اليونان، وبقيت بها حتى عام 2000 " ، وفق ما يؤكد الكتاب نقلا عن الملحق الثقافي اليوناني السابق في القاهرة وصديقتها الممثلة والراقصة الشهيرة نجوى فؤاد. وحسب الكتاب، فإن عددا كبيرا من الممثلين اليهود حرص على تغيير اسمه. وضرب أمثلة على ذلك بالممثلة راشيل إبراهام، التي أصبحت راقية إبراهيم، وليليان فيكتور كوهين، التي أصبحت كاميليا، وهينريت كوهين التي غيرت اسمها إلى بهيجة المهدي، وتوجو مزراحي إلى أحمد المشرقي، ونظيرة موسى شحادة إلى نجوى سالم . ماذا وراء هذا التغيير في الأسماء؟. يقول غريب إن "الأسباب لم تكن دينية أو اجتماعية أو حتى سياسية، بل لأسباب فنية تستهدف السعي للبحث عن اسم شهرة أكثر سهولة". ويشير إلى أن ممثلين مصريين كثيرين غير يهود فعلوا الشيء نفسه مثل أحمد رمزي وشادية ونور الشريف. الذين هاجروا إلى إسرائيل ويكشف الكتاب عن أنه من بين كل الممثلين اليهود الذين عرفتهم مصر، لم يهاجر إلى إسرائيل بعد إنشائها سوى ثلاث ممثلات هن سرينا إبراهيم، أخت الممثلة نجمة إبراهيم، وجراسيا قاصين، شقيقة الممثلة صالحة قاصين ، ومطربة وممثلة ثالثة هى سعاد زكي. ويقول غريب إن "كلا من نجمة وصالحة تبرأتا من أختيهما وظلتا ترفضان الحديث عنهما بعد هجرتهما من مصر إلى فلسطين، بينما عاشت الثالثة حياة قاسية هناك بعد أن كانت واحدة من ألمع مطربات عصرها فى زمن أم كلثوم." لم أكن معنيا بأن ألبس أحدا من الممثلين اليهود في مصر ثوب البطولة أو أنزع عن غيره وطنيته ويؤكد الكتاب أن ليلي مراد لم تكن إسرائيلية رغم أن شهادة إشهار إسلامها تشير إلى ذلك بوضوح. وأحد أدلته على ذلك أن الإشهار جاء قبل قيام دولة إسرائيل. ويؤكد غريب أن الفنانة المحبوبة "كانت تتمتع بالجنسية المصرية الكاملة قبل إسلامها بسنوات". ويضيف أن "فرعا من أسرة ليلى مراد والذي هاجر إلى إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين أول عام 1949 ظل حتى وفاتها لا يعترف بإسلامها، بل بذل محاولات مضنية للتواصل معها وإقناعها بالهجرة إلى إسرائيل وممارسة الطقوس اليهودية ، لكنهم اعترفوا بأنهم لم يقابلوا سوى بالصد من جانب ليلي التي كانت تعتز بإسلامها ومصريتها". وحسب الكتاب، فإن "الأكثر دهشة هو أن أولاد عمومة ليلى مراد المقيمين في إسرائيل لا يعترفون بإسلام ابنيها أشرف وزكي، وينتظرون أيضا عودتهما إلى أرض الميعاد حسب تعبيره، رغم أن كلا من أشرف أباظة وزكي فطين عبدالوهاب من أبوين مسلمين". وفي السياق نفسه، يبرهن غريب على أن منير، شقيق ليلى الذى برع فى مجالي التمثيل والتلحين ، لم يتحول إلى الإسلام من أجل الزواج بالفنانة سهير البابلي ، كما أنه لم يرتد عن الإسلام قبل وفاته في باريس في أكتوبر/تشرين الأول عام 1981 حسبما أشيع ، ويكشف للمرة الأولى عن أن منير مراد قد دفن بجوار رفيق نجاحه المطرب الراحل عبد الحليم حافظ فى مقبرته الخاصة موضحا الأسباب التى دفعت أسرته لاتخاذ مثل هذا القرار . ويحقق الكتاب الروايات الشائعة بشأن اضطهاد" حكومة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر للممثلين اليهود. ويضرب مثالا بما تردد عن دور حكومة ثورة 23 يوليو /تموز 1952 في الترويج لشكل العلاقة بين فاروق، ملك مصر السابق، والفنانة اليهودية كاميليا التي كادت تنتهي بالزواج رغم رفض حكومة الملك. ويثبت الكتاب أن العلاقة كانت قائمة بالفعل ولم تؤد حكومة الثورة أي دور في استغلال العلاقة لتشويه الملك وإثبات أنه كان فاسدا، ما كان يستوجب الثورة عليه ، كما يبرهن الكتاب بدليل آخر وهو استمرار اثنتين من الممثلات اليهوديات في نشاطهما الفني حتى نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي "من دون أية مضايقات من جانب الحكومة المصرية." وحتى عام 2015، ظلت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن أن النجمة اليهودية الشهيرة نجوى سالم لم تعتنق الإسلام بل ماتت يهودية وأنها كانت تميل إلى إسرائيل ، غير أن الكتاب يسرد "أدلة عدة" على أنها "ماتت مسلمة، ولم يمنعها أصلها اليهودي من أن تؤدي دورا وطنيا نالت عنه احتراما وتقديرا، شمل تكريما من الرئيس المصري الراحل أنور السادات بسبب تشجيعها بأشكال مختلفة للجيش المصري بعد حرب أكتوبرعام 1973". يقول الكاتب إنه لم يكن معنيا بأن يلبس أحدا من الممثلين اليهود في مصر ثوب البطولة أو ينزع عن غيره وطنيته ، ويؤكد أنه " لا تبييض صورتهم كان هدفا، ولا تخوين بعضهم كان غاية" ويوضح أن هدفه هو "الحقيقة فقط ولا شىء غيرها في هذا الملف الغامض".
* نقلا عن موقع"بى بى سى" بتصرف الكتاب: الممثلون اليهود في مصر الناشر: مركز التراث التابع لدار الهلال الصحفية في مصر المؤلف: أشرف غريب: صحفي احترف تأريخ الفن في مصر *الأمين العام لمركز الهلال للتراث *يبلغ عدد مؤلفاته 17 كتابا حتى الآن فى النقد والتأريخ الفني منها: العصر الذهبى للكوميديا ، أحمد مظهر الفارس النبيل ، نجيب الريحانى صاحب السعادة فطين عبد الوهاب رائد الفيلم الكوميدي فى مصر، الوثائق الخاصة لليلى مراد العندليب والسندريللا .. الحقيقة الغائبة . *رئيس تحرير مجلة الكواكب سابقا *عضو جمعية كتاب ونقاد السينما، واتحاد كتاب مصر *فائز بجائزة نقابة الصحفيين المصريين للتفوق الصحفي سنة 2007 . *كاتب لعدد كبير من الأفلام التسجيلية والبرامج الوثائقية أهمها سيناريو البرنامج الوثائقى الشهير " كشف المستور " لقناة روتانا سينما . *عضو في لجان اختيار وتحكيم العديد من المهرجانات الفنية. *معد ومخرج برنامج " فى مصر وبس " بقناة نايل كوميدي (60 حلقة) عامي 2009 و 2010 . المملثون اليهود فى مصر جراسيا قاصين أشرف غريب سيرينا إبراهيم صالحة قاصين فيكتوريا كوهين
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2