صداقة طويلة ربطت بين الفنانين عمر الشريف و أحمد رمزى حيث كانا زملاء صف واحد في مدرسة فيكتوريا كولدج الا أنه وقع بينهما خصاما شديدا نتيجة وشاية اطلقت على سبيل المزاح كانت نتيجتها القطيعة التي انتهت بتصوير وعرض فيلم " حكاية العمر كله " الذى عرض في مثل هذا الأسبوع عام 1965 بدار سينما ريفولى بالقاهرة وأمير بالإسكندرية.
ولاشتراك أحمد رمزي في هذا الفيلم قصة، فقد رشح المخرج حلمي حليم الفنان عمر الشريف لدور ممدوح الأخ الأصغر لفريد في الفيلم “حكاية العمر كله”، ولأن عمر الشريف كان في خصام مع أحمد رمزي بالرغم من محاولات الصلح بينهما حتى اضطر الى التنازل عن دوره في هذا الفيلم ورشح رمزي للدور.
عمر الشريف وأحمد رمزي صديقان منذ الحضانة حتى الثانوي وكانا بمثابة الأخوين وكان عمر يختار أحمد رمزي للتمثيل في الأفلام التي يقوم ببطولتها فهو الذي رشحه لفيلم “أيامنا الحلوة” وفيلم “صراع في الميناء” وهي أوائل أفلام أحمد رمزي.
إلا أنه أثناء تصوير فيلم "صراع في الميناء" لاحظ المخرج يوسف شاهين مدى التفاهم والحب بين الصديقين فطلب من مساعده عاطف سالم إحداث وقيعة بين عمر ورمزي حتى يؤدي الإثنان مشهد الضرب في الفيلم بإتقان، فوشى عاطف سالم إلى عمر الشريف أن رمزي يحب فاتن حمامة في الحقيقة وأنه شاهده يغازلها فاستشاط عمر غضبا على زوجته فاتن حمامة وفي مشهد الضرب في الفيلم أوسع صديقه أحمد رمزى علقة ساخنة وافترقا الصديقين سنوات، واعترف عاطف سالم في مذكراته بهذه الواقعة.
وعندما علم عمر وفاتن بالحقيقة جاءت فرصة عمر لإرضاء صديقه وعودة الصداقة بينهما كانت قد جاءته فرصة فيلم “حكاية العمر كله” فتنازل عن دوره لصديق عمره وأصبحا بعد ذلك اصدقاء الى الابد حتى ان عمر اشترط ان يمثل رمزى معه فى مسلسله الوحيد “ حنان وحنين ”.
بعد ذلك جرت مفاوضات بين حلمي حليم و عمر الشريف على أن يظهر مع فاتن حمامة وفريد الأطرش في الفيلم كضيف شرف مقابل ثلاثة آلاف جنيه للعمل يومين فقط في البلاتوه، لكن عمر رفض العرض وقال أن الجمهور سيشعر أنه تم إقحامه على موضوع الفيلم، وهو لا يقبل ذلك.
جاء فيلم حكاية العمر كله كآخر لقاء بين فاتن حمامة وفريد الأطرش وقد سبقه فيلم لحن الخلود بـ 12 عاما، وكان المخرج حلمى حليم قد اختار صباح للدور لكنها تأخرت في الحضور من بيروت، فاختار المخرج نادية لطفى بديلا لها للدور الا انها كانت قد سافرت الى موسكو، فلم ينتظرها وعرض السيناريو على فاتن حمامة وهو متردد خوفا من رفضها، الا انها طارت فرحا وقالت موافقة.
كما كتب عبد النور خليل في مجلة الكواكب: “سعد فريد الأطرش باختيار فاتن حمامة ليلتقيا في عمل واحد بعد 12 عاما وقال انها أقدرهن على تمثيل هذا الدور”.
وفيلم “حكاية العمر كله” كتب له السيناريو محمد أبو يوسف ويحكي الفيلم قصة نادية ـ فاتن حمامة ـ التي توفي أبوها فتولاها صديقه الموسيقار فريد الذي اعتاد السهر واللهو وشرب الخمر، ويصاب بأزمة قلبية فتتولى نادية رعايته حتى شفى من مرضه إلا أنه اكتشف أنه يحبها، لكن كانت ليلى ـ ليلى فوزى ـ هي التي تحبه وهو يتجاهل حبها وتحاول نادية التقريب بين فريد وليلى، ويحضر ممدوح الأخ الأصغر لفريد ـ أحمد رمزى ـ من الخارج ويتبادل الحب مع نادية ويقررا الزواج فيصدم فريد لكنه يبارك زواجهما، ويؤمن ان الشباب للشباب وعليه ان يبحث عن الحب مع ليلى.