"نجحت وزارة الثقافة المصرية على مدار عقود من الزمان فى الحفاظ على الإرث الثقافى العريق، ورسخت مكانتها كمؤسسة وطنية تعمل على إثراء القطاع الثقافى فى مصر، فامتدت آثارها إلى المنطقة العربية برمتها من خلال دعم المؤسسات الثقافية والفنية والتراثية، وتوفير الرعاية الكاملة للمبدعين والموهوبين فى مختلف المجالات والسعي إلى تعزيز الحوار بين مختلف الثقافات، حيث عملت الوزارة على دعم شركائها فى مجال الثقافة، بهدف تقديم مخرجات وخبرات فعالة تعكس المشهد الثقافى المزدهر والمتنوع فى مصر على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، وتعزز ذلك بشكل أكبر خلال تولي عدد من الوزراء الأكْفاء، نجحت خلالها الثقافة فى تجاوز أزمات كبيرة، خرجت منها أقوى مما كانت، وحافظت على الريادة الثقافية لمصر من خلال تفعيل الدور الإيجابي للثقافة والفنون المصرية، وتمثيلها بالمحافل الدولية والإقليمية، بما يمنح قوة للتأثير الثقافى المصري.
كل هذا وأكثر تحقق خلال أعوام طويلة، ومع انتقال المسئولية إلى الدكتورة نيڤين الكيلاني، وزيرة الثقافة الجديدة، التى تمتلك رصيدًا كبيرًا من الخبرة فى العمل الثقافى فهي عضو هيئة تدريس بأكاديمية الفنون كما عملت مساعدًا لرئيس صندوق التنمية الثقافية، وعميدًا للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، وشغلت منصب الرئيس الأسبق لصندوق التنمية الثقافية فى 2016، بالإضافة إلى كونها عضوًا بلجنة الموسيقى والأوبرا بالمجلس الأعلى للثقافة، والتى نعول عليها كثيرًا خلال الفترة القادمة.. وندرك مدى الحمل الملقى على عاتقها، فإن هناك مشكلات كثيرة تنتظر وزيرة الثقافة الجديدة، تخص نشر الكتاب وتوزيعه، والمجلات الأدبية، والبيروقراطية المتحكمة فى دوائر الوزارة الثقافة، كما يعانى المسرح والسينما من الإهمال، وكذلك هيئة قصور الثقافة بحاجة إلى تطوير ودعم واستخدام أساليب عصريـــة، واكتشاف المواهـــب، وتطوير وتحديث المنتج الثقافى بما يتناسب مع رؤية الجمهورية الجديدة، لتبقى أخطر تلك المشكلات هى هيمنة الشللية ذلك السرطان الذي ينخر فى الوزارة ويضرب عميقًا فى آخر مفاصلها، باعتماد مبدعين بعينهم ليشاركوا فى أغلب الفعاليات الثقافية مع تجاهل تام لمبدعين آخرين يتمتعون بالموهبة الحقيقية.