قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء ب الأزهر الشريف إن للشريعة الإسلامية الغراء، مزيدا من الإشادة والاعتناء، بشرف منبت خير الأنبياء وسيد الأصفياء؛ تأكيدًا أن أصول المصطفى من ذوي الاصطفاء، وأن آباءه وأمهاته وأجداده من أهل الاجتباء، جعلهم الله من المصطفَيْنَ الأخيار، والمجتبَيْنَ الأطهار، ليؤهلهم لحمل نور نبوة المختار، من أصلاب آبائه الكرام الأبرار، إلى أرحام أمهاته ذوات الأنوار، فهم أهل المجد والشرف والفخار، عبر الأجيال والأعصار، وذلك بالأدلة المتواترةٍ، والبراهين القاطعة الباهرة، من الآيات القرآنية الواضحة الظاهرة، والأحاديث النبوية المتكاثرة، التي هي لذلك مؤيدة ناصرة.
وأضاف جمعة في منشور له عبر صفحته احتفالا بالمولد النبوي: يقول البرهانُ إبراهيمُ الباجوريُّ شيخُ الإسلام، العلامةُ الإمام، بلّغه الله أعلى مقام: «جميع آبائِه وأمهاتِه صلى الله عليه وآله وسلم ناجون، ومحكومٌ بإيمانهم، لم يدخلهم ڪفرٌ ولا رجسٌ ولا عيبٌ ولا شيءٌ مما كان عليه الجاهلية؛ بأدلة نقلية؛ كقولِه تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}، وقولِه صلى الله عليه وآله وسلم: «لَمْ أَزَلْ أَنْتَقِلُ مِن الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَاتِ إِلَى الْأَرْحَامِ الزَّاكِيَاتِ»، وغيرِ ذلك من الأحاديثِ البالغةِ مبلغَ التواتر».
وتابع: فهم الساجدون الذين قال الله فيهم: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أي: تقلبك من أصلاب طاهرة مِن أبٍ بعدَ أبٍ إلى أن جعلتُك نبيًّا، وقد كان نورُ النبوة في آبائه ظاهرًا».
وأكمل الدكتور علي جمعة: وهم المصطفَوْنَ الأخيار، الذين افتخَرَ بالانتساب إليهم المختار، ومحالٌ أن يفتخر بأحدٍ من الكفار؛ فقد نهى عن عُبِّـــيّةِ الجاهلية - تكبُّرَها وتجبُّرَها - التي يُمَجَّدُ فيها آباءٌ هم فحمُ النار - قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنَ الجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ» - ، وقد افتخر بآبائه وأخبر أنهم خيارُ الأخيار، فعلمنا بذلك أنهم السادة الأبرار، والكُمّل الأطهار، في سائر الأعصار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ».
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» ، وفي لفظ: «وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ الْعَرَبِ مُضَرُ، وَخَيْرُ مُضَرَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَخَيْرُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ بَنُو هَاشِمٍ، وَخَيْرُ بَنِي هَاشِمٍ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاللهِ مَا افْتَرَقَ فِرْقَتَانِ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ إِلَّا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا».