قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، إن الحكومة تتوقع نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5.5٪ في السنة المالية 2022-2023، بعد أن قلصت مؤخرًا توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.2 نقطة مئوية بالنظر إلى التطورات العالمية الأخيرة.
جاء ذلك في كلمة الوزيرة اليوم الأربعاء خلال مشاركتها في الحـوار الذي يعقده المجلس الأطلسي حـول الفرص والتحديات للاقتصـاد المصري حتى عام 2023 وما بعده، والمنعقد على مدار يومي 12، 13 أكتوبر 2022، كجـزء مـن سـلسـلة حـوارات حـول الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، والتي تجمع وزراء ال اقتصاد والماليـة مـن جميـع أنحـاء العـالم لمناقشـة توقعاتهم الاقتصادية لعـام 2023.
وسلطت الوزيرة الضوء على دور مصـر كـأول دولة عربيـة إفريقيـة تستضيف "مـؤتمر الأطراف لاتفاقيـة الأمـم المتحدة لتغير المناخ 2022"، مؤكدة أن رؤية رئاسة مصر للمؤتمر تهدف إلى إلى ضمان التنفيذ الفعال للتحول الأخضر في العالم سريعًا ، مع مراعاة الاحتياجات والظروف الخاصة للقارة الإفريقية.
وأشارت إلى أن أجندة المؤتمر تتضمن 10 أيام ستشهد أحداثًا متعددة ، منها "يوم الحلول" الذي تم اقتراحه حديثًا والذي تتولى وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تنظيمه، ومن المتوقع أن يروج "يوم الحلول" لاقتراح مجموعة واسعة من الحلول لتحديات تغير المناخ، والتي تغطي موضوعات حيوية منها تعزيز المدن المستدامة، والنقل المستدام، والحلول القطاعية مثل إدارة النفايات، وبدائل المباني البلاستيكية والخضراء، فيما يجب أن تنبثق هذه الحلول على وجه التحديد من نشاط القطاع الخاص وريادة الأعمال، مما يؤدي إلى جلب التكنولوجيا والابتكار إلى الجهود المبذولة للتعامل مع تغير المناخ.
وأوضحت أن وزارة التخطيط تدخل إلى CoP-27 بمبادرتين مهمتين تحت رعاية رئيس الجمهورية الأولى هى حياة كريمة لإفريقيا القادرة على التكيف مع تغير المناخ ، والتي تبني على نجاح مبادرة "حياة كريمة" التي تعمل حاليًا على تطوير المجتمعات الريفية في جميع أنحاء مصر، وتضمن المبادرة المشاركة النشطة للحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والبحوث والأوساط الأكاديمية وشركاء التنمية والمؤسسات الخيرية لدعم المجتمعات الريفية الأفريقية ، مع دمج العمل المناخي في التنمية الريفية المستدامة في إفريقيا.
وأكدت وزيرة التحطيط أنه من خلال المبادرة ستعمل البلدان الإفريقية جنبًا إلى جنب مع مختلف الشركاء على تحسين نوعية الحياة في 30٪ من القرى والمناطق الريفية الأكثر ضعفًا وفقرًا في القارة بحلول عام 2030 ، بطريقة تراعي المناخ.
وقالت إن المبادرة الثانية هي "المبادرة الوطنية للمشروعات الذكية الخضراء" ، التي تركز على أهمية معالجة العمل المناخي والتنوع البيولوجي من خلال التمكين التكنولوجي في إطار الجهود الجارية للتنمية المستدامة في مصر، حيث ستتنافس مشاريع من 27 محافظة في مصر وسيتم اختيار 18 منها في 6 مجالات (سيتم تمويلها والترويج لها).
وأضافت أن وزارة التخطيط ستطلق أيضًا مبادرة أخرى مهمة جدًا تسمى "تخضير خطط الاستثمار الوطنية في إفريقيا والبلدان النامية"، موضحة أن ذلك يأتي بناءً على قصة نجاح مصر في وضع معايير الاستدامة البيئية ، وتتمثل أهدافها الرئيسية في زيادة حصة المشروعات الخضراء في خطط الاستثمار الوطنية وإرساء سابقة جديدة للقطاع الخاص في هذا الصدد.
وأشارت إلى إطلاق مصر للبرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي في أبريل 2021 ، حيث يعالج البرنامج الأسباب الجذرية للاختلالات في القطاع الحقيقي، من خلال خلق فرص عمل لائقة ، وتنويع أنماط الإنتاج وتطويرها ، وتحسين مناخ الأعمال ، وتوطين التصنيع ، وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات المصرية ، التي تشهد ارتفاعًا بالفعل، ويهدف البرنامج إلى زيادة الوزن النسبي لثلاثة قطاعات موجهة للتصدير في ال اقتصاد المصري: التصنيع ، الزراعة ، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وحول مؤشرات ال اقتصاد المصري، أشارت وزيرة التخطيط إلى نمو ال اقتصاد المصري بنسبة 6.6٪ في السنة المالية 2022/2021 ، مقابل 3.3٪ في العام السابق. حيث نما ال اقتصاد بشكل أسرع مما كانت تتوقعه الحكومة ، حيث توقعت في البداية 6٪ -6.2٪، كما كانت أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي أعلى من توقعات صندوق النقد الدولي عند 5.9٪، ويمثل هذا أعلى معدل نمو منذ عام 2008.
وأكدت أن هذا النمو كان مدفوعاً من قطاعات رئيسية على رأسها قطاع الاتصالات (16.3٪) ، قناة السويس (11.7٪) ، التصنيع (9.9٪) بالإضافة إلى انتعاش قطاع السياحة مسجلاً أعلى معدل نمو قطاعي بنسبة 45.5٪ على أساس سنوي في السنة المالية 21/22 ، كما سجلت قطاعات البناء والصحة والتعليم نمواً واضحاً.
وأوضحت أن الحكومة تتوقع نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5.5٪ في السنة المالية 2022-2023 ، بعد أن قلصت مؤخرًا توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.2 نقطة مئوية بالنظر إلى التطورات العالمية الأخيرة.
ولفتت إلى استقرار معدل البطالة عند 7.2٪ خلال الربع الأخير من عام 2022/2021 ، مع تقلص طفيف للبطالة بين الإناث من 17.7٪ إلى 17.5٪، وتضاعف الاستثمار الأجنبي المباشر ليسجل 11.4 مليار دولار في 2021/2022 مقارنة بـ 5.2 مليار دولار في 2021، كما قفز ترتيب مصر 19 مرتبة في تقرير التنمية البشرية (من 116 في تقرير العام الماضي إلى المركز 97 في السنة المالية 2021/22)، إلى جانب تحقيق زيادة بنسبة 53٪ في إجمالي الصادرات في 2021/2022 وزيادة بنسبة 20٪ في الصادرات غير النفطية مقارنة بنسبة 15٪ المستهدفة.
وعلى المستوى الجغرافي ، قالت الوزيرة إن مصر بدأت في الاستفادة من موقعها الاستراتيجي كبوابة لأفريقيا وزيادة صادراتها إلى البلدان الأفريقية بنسبة 27٪ في النصف الأول من هذا العام مقارنة بالنصف السابق، كما تم وضع إطار عمل لإنشاء مشاريع طاقة نظيفة وتم ترخيص 8 مشاريع، مع زيادة نسبة المشاريع الخضراء في الخطة الاستثمارية إلى 40٪، بالإضافة إلى نمو بنسبة 27٪ في الصناعات الهندسية والإلكترونية ذات المكون التكنولوجي المكثف ، مقارنة بالهدف الأولي البالغ 20٪.
وأكدت أن مصر وسعت نطاق برامج الحماية الاجتماعية وشبكات الأمان بشكل كبير من خلال برنامج التكافل والكرامة ، لتحقق تغطية كبيرة للفئات الأكثر احتياجا ، وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية وبالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في مصر، فيما تم تحديد زيادة جديدة لمليون أسرة إضافية لعدد المستفيدين من برامج الدعم النقدي (تكافل وكرامة) ، ليبلغ إجمالي عدد المستفيدين من برامج الدعم النقدي (تكافل وكرامة) 5 ملايين أسرة بزيادة في ميزانية الدعم المقدم إلى عائلات المستهدفين من 3.7 مليار جنيه عام 2014 إلى 25 مليار جنيه، وهذا يعني توافر بيانات جيدة لاستهداف ودعم أكثر من 20 مليون مواطن (25٪ من سكان مصر) للاستفادة من برنامج الدعم النقدي المشروط، وقد توجت هذه الجهود بالتعرف الفعال على الفجوات التنموية في مختلف المناطق، من أجل تحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي.
وسلطت الضوء على مبادرة حياة كريمة، حيث تهدف المبادرة إلى تحويل أكثر من 4500 قرية مصرية إلى مجتمعات ريفية مستدامة، وتم تسجيلها من قبل الأمم المتحدة كإحدى أفضل الممارسات الدولية لأهداف التنمية المستدامة ؛ لما لها من أثر إيجابي في خفض معدلات الفقر ، كونها أكبر مبادرة تنموية في العالم ، تغطي أكثر من 58 مليون مواطن من سكان مصر ، بتمويل يزيد عن 50 مليار دولار أمريكي على مدى 3 سنوات.
وأشارت إلى جهود الدولة لدعم القطاع الخاص، حيث يلعب هذا القطاع دورًا محوريًا وذي قيمة مضافة في الاقتصاد، وتمثل مساهمته في ال اقتصاد حوالي 72٪ من الناتج المحلي الإجمالي ويمتص بطالة 78.4٪، ومن ثم ، فإن الحكومة المصرية تعطي الأولوية لتعزيز دور القطاع الخاص في ال اقتصاد المصري ، حيث تعتبر ذلك بمثابة حجر الأساس لتحفيز النمو المستدام والشامل، لافتة إلى طرح الحكومة مسودة وثيقة "سياسة ملكية الدولة"، التي تحدد ثلاثة اتجاهات لمشاركة الدولة في القطاعات والنشاط الاقتصادي بطريقة منفتحة وشفافة ، مما يؤدي في النهاية إلى تكافؤ الفرص.