تصريحات ياسمين و«إفيه» القصري!

تصريحات ياسمين و«إفيه» القصري!محمد رفعت

الرأى19-10-2022 | 10:49

اعتادت مذيعة قناة «إم بي سي مصر»، ياسمين عز خلال الفترة الأخيرة على إثارة الجدل من خلال تصريحاتها التي تتحيز فيها للرجال على حساب بنات جنسها، على عكس زميلتها رضوى الشربيني، المعروفة بانحيازها للمرأة وهجومها الدائم على الرجال!
ويذكرنا هذا الصراع بين الفريقين بالفنان الكوميدي الرائع عبدالفتاح القصري وجملته الشهيرة: «أنا كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدا.. طيب معلش تنزل المرة دى».. هذه الجملة الساخرة التى قالها لزوجته قوية الشخصية فى فيلم "ابن حميدو"، لتدل على مدى سيطرتها عليه، وعدم قدرته على فرض رأيه أو كلمته عليها، وأن كل غضبه وحنقه ينتهى فى النهاية إلى لا شىء «وينزل على فاشوش».
ويبدو أن هذه الجملة قد أصبحت بالفعل تحكم الكثير من العلاقات فى البيوت المصرية.. فالظاهر أمام الناس هو أن الرجل يسيطر على المرأة، بل وقد يضطهدها فى ظل مجتمع ذكوري، وقوانين تنحاز إلى الرجل.. وأن المرأة العربية بشكل عام مظلومة ومقهورة.. لكن الحاصل فى الواقع عكس ذلك تماما.. وصورة «سى السيد» الذى يشخط وينطر ولا ينتظر من زوجته الست "أمينة" المنكسرة الغلبانة سوى السمع والطاعة.. هذه الصورة اختفت أو كادت أن تختفي من المجتمع المصري.. والمرأة الآن لا تكتفي بالنقاش والتشاور، لكنها فى الحقيقة ومن وراء الستار، وأحيانا من أمامه هي صاحبة القرار، وعلى الزوج أن يكتفى بالصراخ أحيانا، وبالتهديد أحيانا أخرى، قبل أن يرضخ فى النهاية لما تقوله الزوجة.
والبعض يرى أن السبب فى اختفاء ظاهرة "سى السيد" هو خروج المرأة للعمل ومشاركتها للرجل فى الإنفاق وتحمل تكاليف وأعباء الحياة ومصاريف البيت والأولاد، بل وكثير من الزوجات تفوق دخولهن دخول ومرتبات أزواجهن، وتتحملن القدر الأكبر من مصروف البيت ونفقات المدارس.. وقد يكون هذا صحيحا، أو على الأقل عاملا من عوامل تهاوي قوة الرجل وسطوته على المرأة.. لكن.. ماذا نقول عن الزوجات المسيطرات من ربات البيوت اللاتي لا تعملن ولا توفرن للأسرة أي نوع من أنواع الدخل المادي، وتعتمدن بشكل كامل على الزوج فى الإنفاق؟!
والبعض يرجع الأمر إلى زيادة نسبة التعليم، خاصة بين الفتيات، وانتشار التليفزيون بأفلامه ومسلسلاته، التي تعلم المرأة كيف تثور وتتمرد، وتعبر عن رغباتها وأوجاعها، وتردد بوعي وأحياناً بدون وعي كلمات مثل تحقيق الذات والخلع والحقوق والمحاكم، فضلا عن المسلسلات والبرامج التى تتحدث عن حقوق المرأة وضرورة مساواتها بالرجل فى كل شىء.. وربما يكون ذلك بالفعل أحد أهم الأسباب، لكنها ليست هى الأخرى كل شىء.. فالموضوع يحتاج إلى دراسات اجتماعية ونفسية تكشف لنا السر وراء هذا الانقسام الشديد بين الناس على ما يجب أن تقوم به المرأة وما لا يصح لأحد أن يجبرها عليه، وتغذيه بعض الفتاوى وتصريحات المذيعات و«خناقات» مواقع التواصل الاجتماعي.

أضف تعليق