ناقش مؤتمر الناشرين العرب السادس تداعيات جائحة كورونا على صناعة النشر في العالم العربي وبحث سبل الخروج من أزمة صناعة المحتوى الورقي والرقمي وكيفية التغلب على التحديات التي تواجه تلك الصناعة.
جاء ذلك فعاليات الدورة السادسة ل مؤتمر الناشرين العرب المنعقدة بإمارة الشارقة خلال الفترة من ٢ حتى ٣ نوڤمبر الجاري بالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والاربعين التي انطلقت أمس الأربعاء في مركز «إكسبو الشارقة» ويقام مؤتمر الناشرين العرب تحت شعار «صناعة المحتوى وتحديات ما بعد الجائحة»، وبمشاركة 35 ناشراً عربياً ومتحدثاً يتناولون مجموعة من القضايا والموضوعات التي تدور حول مستقبل صناعة النشر العربية. وجاء المؤتمر بتنظيم من جمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد الناشرين العرب، وبالشراكة مع «هيئة الشارقة للكتاب»، بمشاركة معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومحمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وبحضور أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وممثلين من جامعة الدول العربية ضيف شرف المؤتمر، ومشاركة الأستاذ سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس مجلس ادارة مؤسسة دار المعارف.
وناقش المؤتمر على مدار يومين صناعة المحتوى العربي وتحديات ما بعد الجائحة، وتحدث خلال اليوم الاول في كلمة مصورة تم بثها عبر الفيديو معالي أحمد أبو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية كما كان هناك كلمات لكل من: الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، ايمان بن شيبة نائب رئيس جمعية الناشرين الاماراتيين، محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب.
وشمل اليوم الاول عدد من الجلسات كانت الجلسة الاولى فيه بعنوان: معرض الكتاب في زمن الرقمنة، فيما حملت الجلسة الثانية عنوان: أثر الرقمنة على حقوق النشر في الجائحة بين التحديات والفرص، وفي الجلسة الثالثة كان الحضور على موعد مع مناقشة: تنمية صناعة النشر والناشر ومعالجة فجوة المهارات، وفي الجلسة الختامية لليوم الأول تحدث المجتمعون عن فرص تسويق الكتاب العربي ما بعد الجائحة.
وفي اليوم الثاني والأخير ل مؤتمر الناشرين العرب ناقش الحضور من خلال الجلسات: تداعيات ازمة كورونا على صناعة النشر والتعليم، وايضا تمت مناقشة واقع اللغة العربية وتأثير الكاتب والناشر العربي المعاصر عليها، ومستقبل المكتبات العربية وحرية التعبير، وتختتم الجلسات بحلقة نقاشية عن ازمة التوريد العالمية واثرها على قطاع النشر.
مشاركة الناشرين المصريين
وفي الجلسة الختامية ل مؤتمر الناشرين العرب السادس تحدث الاستاذ سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين عن أزمة التوريد العالمية وأثرها على قطاع النشر وأوضح أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على صناعة النشر المصري والعربي، مؤكدًا ان التغييرات الكبيرة والسريعة في اسعار خامات صناعة النشر واهمها الورق واجهزة الحاسب والاحبار والطابعات الرقمية تسبب في اثار سلبية كبيرة على القطاع، وأشار الى ان قطاع النشر كان من اكبر القطاعات المتضررة في جائحة كورونا نظرًا لأن النشر العربي لم ينجح الى يومنا هذا في ان يتحول الى صناعة تدر دخل يسهم في اقتصاديات الدول وهو الامر الذي كان سيعود بالايجاب على الصناعة وسيجعلها دومًا ضمن اولويات صناع القرار، ولكن للأسف الشديد لا تزال صناعة النشر في الوطن العربي تعاني العديد من المعوقات مثل فرض الضرائب والجمارك على الكتب وعلى المشاركات في المعارض، وكذلك ارتفاع اسعار وتكلفة نقل الكتب بين الدول مما يكبد الناشر الكثير من الخسائر تجبره على ان يخرج من السوق او يستمر رغم الخسارة وهو الامر الذي اخترناه نحن كناشرين اصحاب رؤية ورسالة، وتحدث عن ضرورة ايجاد اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين اتحاد الناشرين العرب وبين البلدان العربية لايجاد وسائل تقلل من معاناة الناشر العربي لتنساب الكتب بسلاسة بين المكتبات العربية، واكد على ضرورة ان يكون هناك جلسات عمل واجتماعات مستمرة لبحث هذه القيود والتحديات.
توصيات مؤتمر الناشرين
اوصى المجتمعون في ختام مؤتمر الناشرين العرب السادس بعدة توصيات رفعوها جميعًا للجهات المختصة ابرزها: دراسة مستفيضة لحصر جميع معارض الكتاب العربية وتوفيق اوضاعها والتوازن بين الكتاب الرقمي والتقليدي، استخلاص نتائج الجلسة التي ناقشت الفجوة بين الناشرين العرب والجهات العاملة في قطاع النشر، استغلال الفرص التسويقية لتحقيق نقلة جديدة في حجم المبيعات، ضرورة مراعاة متطلبات القاريء في العصر الحالي من اجل جذبه مرة اخرى للكتاب، توجيه نسبة من رؤوس الاموال للتعليم عن بعد والاهتمام بالنشر التعليمي، الاهتمام بضرورة التواصل مع الجهات المسؤولة لدعم صناعة النشر وتذليل كافة العقبات والتحديات التي تواجه تلك الصناعة، كما اوصى المؤتمر بضرورة تفعيل تطبيق القوانين ذات الصلة بحقوق الملكية الفكرية في الوطن العربي واتخاذ خطوات سنها وتفعيلها، والالتزام بملاحقة المعتدين وحظر المدرجين في القائمة السوداء من المقرصنين والمعتدين على الملكية الفكرية الخاصة، ضرورة الحفاظ على الهوية العربية مع الالتزام بكواكبة التطور الذي يشهده العالم، ولابد ان تعرف الحكومات ان النشر صناعة ولابد من ان يتم دعمه بشكل متواصل.