كتب: عمرو حسين
يشهد العالم موجة جديدة من حرب الجواسيس كتلك التى دارت أيام الحرب الباردة، من تصفية عملاء الأجهزة الاستخباراتية السوفيتية والأمريكية، حيث شهد اليوم السبت، "وفاة" أندريان لامو القرصان الإلكتروني، فى ظروف غامضة، وكان أندريان أبلغ عن ببرادلي مانينج، العسكري الأمريكي السابق المتورط بتسريب معلومات عسكرية لموقع "ويكيليكس" عن مقتل مدنيين على يد القوات الأمريكية فى العراق.
[caption id="attachment_122761" align="aligncenter" width="750"]
أندريان لامو[/caption]
وكانت بريطانيا دخلت على خط المواجهة منذ عدة أيام، بعد أن شهدت العاصمة لندن مقتل الجاسوس الروسى المزدوج السابق، العقيد سيرجى سكريبال بالجيش الروسى وابنته فى بريطانيا، وهو ما اعتبره لورى بريستو السفير البريطانى لدى موسكو هجوما، روسيا على القيم الدولية، وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي طرد 23 دبلوماسيا روسيا، ممهلة إياهم أسبوعا واحدا لمغادرة البلاد وواصفة إياهم بــ "ضباط استخبارات غير مُعلنين".
[caption id="attachment_122763" align="aligncenter" width="750"]
سيرجي سكريبال[/caption]
ورفضت موسكو هذه الاتهامات، التي وصفتها بأنها باطلة ولا تستند إلى أي دليل، واستدعت الخارجية الروسية، السفير البريطانى وأبلغته بأن موسكو ستطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا وذلك للرد بالمثل، كما أعلنت سحب ترخيص عمل القنصلية البريطانية في مدينة بطرسبورج شمال غربي روسيا، ووقف نشاط المجلس الثقافي البريطاني في روسيا.
يذكر أن الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا لا يزالان يرقدان فى المستشفى فى حالة حرجة منذ هجوم 4 من مارس الجارى فى مدينة "سالزبيرى" البريطانية، بعد تعرضهم لهجوم مروع ارتكب فى لندن باستخدام سلاح كمياوى تم تطويره فى روسيا ولم تعلن عنه روسيا فى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
[caption id="attachment_122764" align="aligncenter" width="663"]
بوتين[/caption]
وأعلنت واشنطن فى وقت لاحق - عبر مجلس الأمن - تضامنها ضد موسكو، واتهمت بريطانيا في مجلس الأمن روسيا بخرق التزاماتها باتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، واستخدامها غاز الأعصاب في محاولة اغتيال عميل روسي مزدوج كان يعيش على أراضيها، وقالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هيلي، إن واشنطن تقف في تضامن مطلق مع بريطانيا.
وكان أندريان لامو، " العميل الأمريكى" قد اكتسب شهرته مطلع الألفية الجديدة، بعد أن ألقي القبض عليه وأدين بتخريب شبكات الكمبيوتر الخاصة بالشركات الكبرى بما فيها شركة Yahoo، وكذلك صحيفة نيويورك تايمز.
وكان موقع ويكليكس قد بث فيديو مدته 39 دقيقة، يكشف إطلاق مروحية عسكرية أمريكية النار على مجموعة من المدنيين في العراق وقتلتهم. فى زاقعة كان بطلها العسكري الأمريكي السابق برادلي مانينج.
[caption id="attachment_122762" align="aligncenter" width="460"]
برادلي مانينج[/caption]
واعتمادا على ذلك، اعتقلت السلطات الأمريكية مانينج في العراق، حيث كان يخدم في تشكيلات القوات الأمريكية المنتشرة هناك، بعد إقراره بأنه قدم لموقع "ويكيليكس" شريط الفيديو، بالإضافة إلى مئات التقارير عن حوادث وقعت في جبهات أفغانستان والعراق، وملفات بعض السجناء في جوانتانامو، وحوالي 250 ألف برقية دبلوماسية لوزارة الخارجية الأمريكية، من أجل نشر جميع هذه الوثائق في الإنترنت.
وأصدر القضاء العسكري الأمريكي في أغسطس من العام 2013 حكما بسجن مانينغ لمدة 35 سنة، وينتهى الفصل الأخير بمقتل أندريان لامو القرصان المحترف، ولا يعرف إذام السبب حصوله على وثائق جديدة من عسكريين أمريكيين أو قرصنة أحد الشركات الكبرى أو غيره من الأسباب.