- توشكى الخير.. توشكى التنمية. تلك البقعة التى تعتلى شريان النيل من جنوباً وتفيض بالخير من ينابيع هذا النهر الخالد الذى كان وسيظل دائماً مصدر النماء والخصوبة والحضارة وتمضى السنوات ويتجدد الحلم فى الألفية الجديدة عبر سواعد المصريين الذين لم يتعلموا من هذا النهر سوى الإصرار على إكمال مسيرة التقدم والإعمار ، وامتدت السواعد المخلصة لبناء السدود والخزانات حتى تتم الإستفادة الكاملة من كل قطرة مياه حتى لا تضيع هباءاً.
- وتم العمل على شق الصحراء والجبال لبناء بنية تحتية لإيصال المياه من خلال ترعاً وأفرع رئيسية وتعمل منظومة الرى على أحدث طراز من التحكم ومن المتابعة من خلال حفر وتبطين قنوات المجرى المائى للحفاظ ولضمان وصول المياه دون عوائق وتقليل عوامل الفقد والاستغلال الأمثل للموارد المائية والحفاظ عليها.
- توشكى إنه الحلم القديم بإنشاء وادى جديد موازى للوادى القديم يربط بين الواحات الأربعة مروراً بشق قناة الشيخ زايد حتى تكليف السيد رئيس الجمهورية – القائد الأعلى للقوات المسلحة بتنفيذ تنمية جنوب الوادى بمنطقة توشكى والذى يعتبر من أهم المشاريع القومية فى العصر الحديث.
- " توشكى" أرض لم تطأها قدم الإنسان من قبل تحولت إلى قبلة حياة.
- الزائر لمنطقة جنوب الوادى قبل بدء المشروع قد يجد الأمر مستحيلاً. لسنا هناك لاستصلاح الأراضى فقط بل لتأمين مستقبل الأجيال، ويهدف المشروع إلى التغلب على الفجوة وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى (540) ألف فدان تصل فى المستقبل إلى (مليون) فدان مع تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية مما يساعد فى تقليل العجز فى الميزان التجارى وتوفير فرص عمل للكثير من الشباب وخاصة من شباب صعيد مصر بالإضافة إلى التشجيع على إعمار وتنمية وإسكان هذه المناطق وتخفيف الضغط البشرى على وادى ودلتا النيل.
- عندما نتحدث عن مشروع زراعى ضخم هكذا فإننا بلاشك نتحدث عن رافد ضخم يوازى حجم المشروع بتنفيذ أعمال شبكات طرق رئيسية ومدقات وإنشاء شبكات الرى وأعمال كهرومكانيكية من شبكات الجهد المتوسط ومحطات الطلمبات.
- بدأ العمل بالمشروع أول أكتوبر 2020م بمضاعفة الآلات والمعدات العاملة هناك لتسريع عمليات شق ترع وتفريعات المفيض لاستثمار مياهه التى لا تستفيد منها مصر بشكل كبير وتذهب هباءاً فى البحر وبعض الصيد وتغذية الخزان الجوفى بالصحراء الغربية.
- ومن هنا كان التأكيد من جديد على ضرورة استثمار هذه الكمية الضخمة من المياه فى زراعات استراتيجية عملاقة حيث ستحقق " توشكى" حلم الاقتراب من الإكتفاء الذاتى من القمح بشكل كبير فلن نحتاج إلا لإستيراد أقل من ربع الكمية التى نحتاجها من القمح فقط بعد خيرات توشكى.
" القمح" الذهب الأصفر
- بإرادة مصرية يشق المصريين طريقهم فى بناء إقتصاداً قوياً وطنيا يحقق الإكتفاء الذاتى عبر مشروعات ما كانت لتتجلى دون رؤية مستقبلية لقيادة سياسية لطالما آمنت بجدوى الحلم والتحدى والإنجاز.
- " القمح" الذهب الأصفر أول نبات اهتم به القدماء المصريين وعليه نشأت أعظم الحضارات وقد عرفت مصر القمح منذ آلاف السنين ونقشت رسوماته على جدران المعابد .
- وللأهمية الاستراتيجية للقمح فقد كان على رأس القيادة السياسية لسد الفجوة الغذائية بين الاستهلاك والاستيراد فتح استصلاح آلاف الأفدنة وزراعتها بالقمح هنا فى جنوب الوادى الأرض الواعدة.
- وتتجلى ثمار جهود الدولة بزراعة مساحة من الأرض الزراعية بلغت (٢١٧٧٠)ألف فدان تنتج ما يقرب من 550 ألف طن سنوياً.
- هنا يتجدد الحلم فى منطقة توشكى أحد أهم المشروعات القومية فى قطاع الزراعة عبر تحقيق الاستغلال الأمثل لمياه بحيرات ناصر حيث امتدت إليها أيادى التنمية فتم زراعة (63900) ألف فدان للقمح، وإلى شرق العوينات حيث بلغت المساحة المنزرعة فيها (145200) ألف فدان وفى منطقة عين دالة تم زراعة (4550) فدان وفى الفرافرة تم زراعة (4050) فدان.
- ولم تتوالى الدولة المصرية فى توفير تقنية الزراعة الحديثة والإستعانة بأحدث الماكينات الزراعية اللازمة لزراعة وحصاد القمح مع الإستمرار فى بناء منظومة متطورة من الصوامع بمناطق متنوعة فى شتى أنحاء الجمهورية للحفاظ على هذا المحصول الاستراتيجيى فتم إنشاء (7) صوامع جديدة بإجمالى طاقة تخزينية (420) ألف طن وهى:
o صومعة عرب العليقات بمحافظة القليوبية بسعة تخزينية (90) ألف طن.
o صومعة بنى سلامة بمحافظة الجيزة بسعة تخزينية (60) ألف طن.
o صومعة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية بسعة تخزينية (90) ألف طن.
o صومعة أبو صوير بمحافظة الاسماعيلية بسعة تخزينية (30) ألف طن.
o فضلاً عن ثلاث صوامع بمناطق الحمام والخارجة وصان الحجر بإجمالى طاقة تخزينية (150) ألف طن.
- أصوات الآلات وضجيج المعدات فى أيدى العمال لا ينقطع فى " توشكى" ويصل لأسوان التى تبعد عنها حوالى (60) كم لإنجاز أمل جديد لمصر والمصريين يضاهى سد عالى صغير وقناة سويس جديدة لكنها عذبة هذه المرة ليحقق حلم الدلتا الجديدة وليعيد الأمل فى وادى جديد حقيقى لا إسم فقط.
- الدولة تفعل الكثير بالفعل وليس بالكلام وينبغى علينا أن نغير حياتنا ونطور تراثنا ونبدل فكرنا بالخروج لمثل هذه المساحات الجديدة من الأمل.
- واليوم نشهد بدء موسم حصاد ما زرعنا على تلك الأرض الطيبة لنعيد مصر إلى سالف عهدها ومجدها كدولة زراعية تسعى لتلبية احتياجاتها من القمح لتثبت مصر دائماً وأبداً أنها كانت وسوف تبقى أرض الخير.