تعددت وتطورت العديد من آليات هدم وتفكيك المجتمعات ولعلها تستهدف في المقام الأول الهوية والبصمة الثقافية والعادات والتقاليد التي تشكل وجدان المجتمع وتحافظ على تماسكه من الانهيار والتفكك .
كما أن التطورات السريعة للعالم السيبراني و الفضاء الالكتروني و الذكاء الاصطناعي وعالم الميتافيرس وغيرها من وسائل التواصل والاتصال الالكتروني يعد في غاية الخطورة لأنه من يستطيع أن يسيطر على هذه الأدوات استطاع بسهولة أن يخترق هوية وثقافة أي مجتمع ويقوده نحو الهاوية .
ولا شك في أن سهوله استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت الفيس بوك أو تويتر أو انستجرام أو التيك توك وغيرها من البرامج يمثل أهمية كبيرة في صناعة الصورة الذهنية لدى عموم المجتمع ويوجه الرأي العام المجتمعي نحو الأهداف التي يأمل في الوصول إليها .
وإذا تعمقنا في المحتوى الذي يحصل على أعلى المشاهدات ويتصدر الترند سوف نجده محتوى سطحيا لا يعبر عن الحالة العامة للمجتمع بل الأكثر من ذلك قد نجد فيه ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا من أجل محو أصول الهوية الثقافية المصرية وخلق صورة ذهنية زائفة تحول كل ما هو مرفوض مجتمعيا إلى مقبول و طبيعي ولا يمثل مشكلة مجتمعية على الإطلاق وهنا تكمن الخطورة في تحويل المجتمع تدريجيا نحو الخروج من هويته و محو بصمته الثقافية والتراثية التي تميزه بين المجتمعات الأخرى .
ونتيجة لذلك نجد التأثر الحقيقي والملحوظ في المشكلات الاجتماعية الجديدة التي تظهر على سطح المجتمع والتي تمثل تهديدا فعليا لمستقبلنا وتخلق أجيالا جديدة ذات هوية مختلفة تخالف كل الأعراف والتقاليد والعادات والأصول التي نشأ عليها هذا المجتمع .
إن قضية الهوية الوطنية تعتبر أحد أهم قضايا الأمن القومي الاجتماعي لأنها تمثل الوجدان والروح للمجتمع والحفاظ عليها هو تماسك للمجتمع وتصدي حقيقي لكل تحديات المستقبل التي تعمل على هدم المجتمع و تفكيكه وهنا تقع المسئولية على عاتقنا جميعا لنتصدى لمحاولات اختراق المجتمع و تدميره بمختلف صوره لنحافظ على هذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها وسلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.