أكدت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار أن اختيار مدينة إربد كعاصمة للثقافة العربية لعام 2022 والمشاركة العربية على مدار العام جاء تأكيدا على أن الأردن يحتضن الجميع وخصوصا الأشقاء العرب، مشيدة بالمشاركة المصرية خلال الفعاليات على مدار العام الذي شارف على الانتهاء.
وقالت النجار -في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش حفل اختتام فعاليات احتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة 2022- إن الفعاليات العربية خلال العام كانت تؤكد الوحدة العربية وقوتها، مؤكدة أن المشاركة المصرية كانت فعالة ومميزة على مدار العام.
وأضافت أن مصر شاركت عبر العديد من قطاعات الثقافة المصرية والتي تعد منارة حقيقية للعالم العربي، مشيدة بمستوى المشاركة المصرية وتقديم العديد من الفنون الثقافية من مختلف القطاعات؛ ما أسهم في تنفيذ برامج عربي أردني متكامل على كافة أراضي مدينة إربد الأردنية.
وأشارت النجار إلى أن الفرق المصرية قدمت على مسارح وبيوت الثقافة في إربد كافة الفنون، مشيرة إلى أن المواطن الأردني كان متفاعلًا مع كافة العروض العربية وخاصة العروض المصرية.
وأشادت بقوة وتاريخ العلاقات المصرية الأردنية في كافة المجالات ومنها القطاع الثقافي، مؤكدة أن التراث والثقافة المصرية والأردنية لديهما عوامل مشتركة عدة ما يؤكد على التاريخ المتواصل بين البلدين في كافة المجالات.
ولفتت وزيرة الثقافة الأردنية أن الشعب الأردني يعشق الفن والثقافة المصرية ويتفاعل معها، لافتا إلى أن بينهما عاملا مشتركا وبه العديد من نقاط الاتفاق والتواصل، مؤكدة أن الإقبال على المسرحيات والفنون المصرية حينما يتم عرضها بالأردن يكون كبيرا ومميزا.
ونوهت إلى أن اختيار الأردن كضيف شرف للدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي ينطلق الشهر المقبل دليل على قوة العلاقات المصرية الأردنية ومتانتها في كافة المجالات، موضحة أن هناك حرصا من البلدين على مزيد من التعاون والتنسيق في مختلف الملفات والمجالات.
وأوضحت هيفاء النجار -حول الأنشطة التي قدمتها الدول العربية خلال عام 2022 في إربد باعتبارها مدينة الثقافة العربية- أن اختيار إربد كونها حاضنة للعالم العربي في مختلف المجالات الثقافية والأدبية وهذا كان أهم سبب من أسباب الاختيار من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلكسو).
وشددت النجار على أن إربد نجحت في أن تحتضن العالم العربي خلال هذا العام عبر الأنشطة التي تم تقديمها على مسارح وبيوت الثقافة في المدينة، مؤكدة أن الدول العربية الشقيقة كانت عازمة ومنذ اليوم الأول على إنجاح هذا الاختيار والمشاركة والمساهمة فيه.
وتابعت أن العديد من الإبداعات قدمت من الأراضي الأردنية في إربد أمام العالم لنؤكد وحدتنا العربية وقوة ثقافتنا وفنوننا، معربة عن اعتزاز الأردن بالشراكة مع العالم العربي من خلال الأسابيع الثقافية التي قدمت في إربد عاصمة الثقافة العربية 2022.
وكشفت النجار أن الاحتفالية شهدت مشاركة جادة في النشاطات والفعاليات لتسع دول عربية في 35 نشاطا وأكثر من 450 عملا عربيا من خلال تنظيم الأيام الثقافية التي أبرزت موروثها الفلكلوري، ووفرت فرصة للتواصل والحوار وتبادل المعارف والخبرات مع كل من مصر والسعودية والإمارات وقطر وفلسطين والبحرين وتونس والمغرب والجزائر.
وأعربت وزيرة الثقافة الأردنية عن بالغ سعادتها لإنجاح هذا الموسم الثقافي العربي في إربد عاصمة الثقافة العربية 2022، مؤكدا أن الأنشطة الثقافية الأردنية والعربية لن تنقطع بانتهاء العام بل مستمرة وسنكون على التواصل مع الجميع من أجل استمرار العروض على مدار الأعوام القادمة.
وبشأن تقييم التجربة في إربد، كشفت وزيرة الثقافة الأردنية أن الوزارة ستقوم بإسناد متخصصين مستقلين وخبراء من الجامعات الأردنية لعمل بحث علمي إحصائي ونوعي لتقييم ما تم تقديمه خلال العام وتأثيره على المواطن الأردني، مشيرة إلى أنه سيتم تقديم نتائج البحث إلى مجلس الوزراء لوضع استراتيجية لاستمرار هذه النجاحات الثقافية ليس فقط في إربد ولكن على كافة التراب الأردني.
ورفضت النجار أن تكون الأزمات والتحديات الاقتصادية قد أثرت على العمل الثقافي عبر تقليل النشاطات، مؤكدة أن التحدي الاقتصادي واقع فعلا وليس فقط في الأردن ولكن على جميع دول العالم ولكنها ترى أن النشاط الثقافي ليس فقط مجرد عمل مادي ولكنه معنوي عبر الطاقة الهائلة من الشباب الأردني والأدباء والمثقفين والكتاب، الذين أطلقوا المشاريع الإبداعية الاستثنائية دون النظر عن مقابل مادي هو ما يميز الثقافة الأردنية والعربية.
واختتمت أمس /الثلاثاء/ فعاليات احتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة 2022 بحضور وزيرة الثقافة مندوبة عن رئيس الوزراء بشر الخصاونة في مركز إربد الثقافي وبحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والصحفيين والإعلاميين.