إسحاق المسلم ورمضان المسيحي.. «عاشت الأسامي»

إسحاق المسلم ورمضان المسيحي.. «عاشت الأسامي»المسلم

أسماء المصريين شاهدة على وحدة الشعب المصري، وتؤكد التسامح الديني والتداخل والتشابك الثقافى والحضاري، وتأتي مؤكدة للسمات الفريدة للهوية المصرية ومرجعيتها الثقافية والحضارية التي ساهمت فى بناء نسيج اجتماعي موحد يتشارك فيه المسلمون و المسيحيون الاحتفالات فى الأعياد والأسماء والتمسك بالقيم الاجتماعية المشتركة والأخلاقية المشتركة فى مناخ من التسامح الديني يضرب المثل الأعلى فى لقاء الأديان والانصهار معا فى حب وحماية الوطن وإعلاء شأن المواطنة.

يشهد صعيد مصر حالة فريدة من مشاركة الأسماء بين المسيحيين والمسلمين، تذهب نساء المسلمين التي ترغبن فى الإنجاب إلى زيارة دير العذراء فى أسيوط، تباركا بالمكان وبالسيدة العذراء مريم ويكون اسم المولود إذا كانت بنتا مريم وإذا كان ولدا يسمى عيسى، وفى المقابل تتبارك السيدات المسيحيات بشهر رمضان ويكون المولود المسيحي فى هذا الشهر الكريم، اسمه رمضان، وأيضا يتشاركون فى أسماء من يستبشرون بهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين فترى السيدة المسلمة تستبشر باسم الطبيب المسيحي وتطلقه على حفيدها وهو الشيء نفسه للجدة المسيحية.

موسى أم صبري؟

وفى عالم الفن والأدب والصحافة، ظل الكثيرون لسنوات لا يعرفون ديانة شخصيات مشهورة، من بينها الثنائي «موسى صبري وصبري موسى»، وهما اثنان من أبناء صاحبة الجلالة، أثارا لغطا حول ديانتهما، أولهما موسى صبرى أحد أعلام الصحافة المصرية، وابن أخبار اليوم، وثانيهما روائي وأديب وصحفي يعمل فى روزاليوسف هو صبرى موسى.

وكان الغالبية يعتقدون أن موسى صبري «مسلم».. و صبرى موسى «مسيحي»، إلا أن المفاجأة كانت هي العكس.

كما ظن الجميع أن الفنان الراحل المنتصر بالله مسلم ليتفاجأوا بأنه مسيحي بعد وفاته.

كما أن من مميزات الشعب المصري أن بعض المشاهير يحملون نفس الأسماء، وأحدهما يكون مسلما والآخر مسيحيا، مثل الفنان «الزعيم» عادل إمام «مسلم»، أما الطبيب والجراح المشهور عادل إمام فهو مسيحي..

ولا ننسى هنا أن القطب الوفدى الكبير مكرم عبيد كان حافظاً للقرآن الكريم، رغم أنه مسيحيًا، وعائلة «عبيد» مشهورة فى عالم السياسة، وفى نفس الوقت ظهرت عائلة مسلمة بذات الاسم «عبيد» وأيضا فى مجال المال والسياسة، من بينها رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد.

أرجعت د. سوسن فايد، الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وحدة النسيج الاجتماعي إلى المجتمع المصري والذي تعكسه أسماء المصريين، فالهوية المصرية غالبة على الشخصية المصرية أكثر من الأيديولوجية الدينية، مؤكدة أن الطبيعة الفريدة والمتميزة للحضارة المصرية منذ الحضارة الفرعونية تتيح مناخا ثقافيا أوسع وأشمل للتعايش الحضاري مما ساهم فى بناء نسيج حضاري موحد للشعب المصري تعكسه أسماء المصريين.

التداخل الاجتماعي والثقافي

وأكدت أن حياة الشعب المصري تتسم بالتشابك الحضاري والثقافى فى تفاعلات الحياة اليومية والتي يعد جزء منها الأسماء، وأرجعت ذلك إلى القواسم المشتركة بين الإسلام و المسيحية باعتبارهما ديانتين سماويتين تتفقان فى العديد من الشرائع ومنها على سبيل المثال الصوم والصلاة والزكاة وقصر الاختلاف على طريقة الأداء الخاصة بكل دين علاوة على الدعوة لعمل الخير والتحلي بالأخلاق .

وشددت على أن هذه العوامل فى ظل المرجعية الثقافية والحضارية للمجتمع المصري ساهمت فى خلق نسيج اجتماعي موحد يتشارك فيه المسلمون و المسيحيون فى العادات الاجتماعية والاحتفالات بالأعياد وأيضا تعكسه أسماء المصريين.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2