مع بداية إجازة منتصف العام، يبحث الآباء عن تنمية مهارات أطفالهم سواء كانت علمية أو فنية أو أدبية أو غيرها من مجالات الموهبة.
ورغم تعدد وسائل اكتشاف تلك المواهب، إلا أننا نجد أن دور الأسرة قد يكون سلبيا في بعض الأحيان خاصة مع افتقار الكثيرين من أولياء الأمور للطرق المثالية في اكتشاف مواهب أطفالهم، وطرق تطويرها دون تنفيرهم منها.
تقول عبير حلمى، الخبيرة والباحثة في شئون الإرشاد الأسري، إن هناك 3 شركاء فاعلين في عملية اكتشاف مواهب الأطفال أو الشباب، وهم، الأسرة، ومؤسسات التعليم، إضافة إلى المؤسسات المختلفة بالدولة، سواء كانت ثقافية، أو فنية وأدبية، أو علمية، أو رياضية، أو إعلامية وغيرها.
وأضافت: جميع شركاء اكتشاف المواهب يكملون بعضهم البعض، إلا أن الأسرة عليها دور مهم للغاية، حيث أنها ربما تكون أول من يكتشف الموهبة لدى طفلها الموهوب في عمر مبكر، وربما أيضا تكون سببا في تدمير تلك الموهبة عن غير قصد، مشيرة إلى أن الإكتشاف المبكر للمواهب في الصغر، يتطلب وعي الأسرة بكيفية إكتشاف المواهب، وأيضا الطرق المثالية للتعامل أثناء تنمية وتطوير تلك المواهب، لتصبح مفيدة لأطفالهم ومجتمعهم.
ونوهت إلى أن اكتشاف المواهب يتطلب على أحد الأبوين أو كلاهما، التركيز وملاحظة أطفالهم، حيث أن ذلك يمكنهم من اكتشاف موهبة الطفل، سواء كانت موهبة رياضية، أو علمية، أو فنية، أو غير ذلك، ثم التوجه بهم إلى المتخصصين في تلك الموهبة، لإخضاع أطفالهم لاختبار أولي، لتقييم حجم الموهبة، أو وجودها، أو ربما تكون مجرد هواية فقط، فليس كل طفل يغنى مثلا فهو قادر على أن يكون مطربا أو مطربة شهيرة.
ولفتت إلى أن بعض أولياء الأمور قد يكتشفون مواهب حقيقية في أبنائهم، إلا أن بعضهم قد يرتكب أخطاء جسيمة تهدد تلك المواهب، مشيرة إلى أن أبرز تلك الأخطاء، تتمثل في غياب تنظيم الوقت ما بين الدراسة وتطوير الموهبة، ما يجعل الموهوب ينجح في أحدهما على حساب الأخر، كما أن بعض أولياء الأمور قد يتدخلون في أمور التدريب والتأهيل لبعض المواهب، وهو أمر بالغ الخطورة، فلا يعقل مثلا تشجيع الأطفال على الغناء طوال الوقت في المنزل، دون إدراك خطورة ذلك على مساحة صوت الطفل.
واستكملت قائلة: كما أن التحفيز بشكل مبالغ فيه، قد يؤثر سلبا على موهبة الطفل، حيث قد يتمادى البعض في تحفيز الطفل لدرجة قد تجعله يكره ما هو موهوبا فيه، أو ربما تجعله مغرورا، إضافة إلى أن بعض أولياء الأمور قد يشتتون أطفالهم الموهوبين، وخاصة هؤلاء الذين قد يملكون أكثر من موهبة.
ونصحت الخبيرة أولياء الأمور بضرورة مراعاة ملاحظة الأطفال، وعند اكتشاف موهبة في أطفالهم، التوجه بهم للمتخصصين، وذلك لتقييم، وتدريب، وتنمية تلك المواهب، محذرة من إهمال أولياء الأمور تعليمات المتخصصين، وخاصة فيما يتعلق بقواعد التدريب والتطوير لتنمية تلك المواهب، مطالبة أولياء الأمور بضرورة الإبتعاد عن الأخطاء التى قد يرتكبونها دون قصد مع أطفالهم الموهوبين، حيث أن ذلك يؤدى إلى خسارة أطفالهم ، وخسارة المجتمع لشخصية موهوبة في مجالها، كما طالبت بضرورة مراعاة أولياء الأمور لبناء أطفالهم، نفسيا وجسديا بشكل سليم، بما يضمن لأطفالهم القدرة على العطاء لتطوير مواهبهم، وأنفسهم، ومجتمعهم.