حملت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التى قالها فى أثناء تفقده الكلية الحربية، فجر يوم الخميس الماضي، رسالة تفاؤل كبيرة، وأثلجت كلماته صدورنا جميعا وبعثت فى نفوسنا قدرا عظيما من الأمل فى تحسن وتحول سريع للأوضاع التى تأزمت كثيرا خلال الفترة الماضية.
أعتقد أن أهم رسائل الرئيس، التى احتوت عليها كلمته من داخل الكلية الحربية "الرسالة الاقتصادية"، أى تلك التى تتعلق بالأوضاع الاقتصادية للبلاد والأحوال المعيشية للعباد، وهي بلا شك الرسالة الأكثر وضوحا وأهمية لأننا ببساطة جميعا نتلهف لأى كلمة أو إجراء يخفف عنا ثقل الأزمة وتبعاتها.
قال الرئيس: ""مفيش مجال أبدا والله للخوف والقلق، إحنا بخير وسلام الحمد لله، وكل الأمور موجودة، والأمور هتبقى أحسن من كده إن شاء الله.. صحيح بنمر بظروف صعبة جدا زى ما كل الدول تقريبا بتمر بده.. وده أمر مصنعنهوش بأنفسنا.. وقلت إن إحنا مدخلناش فى حروب واقتتال ضيعنا فيها قدرات الدولة المصرية ومستقبلها.. لا.. معملناش كده.. إحنا كنا حريصين فى كل ردود أفعالنا أن تتسم بالتوازن والحكمة فى التعامل مع كل المشاكل اللى بتقابلنا"".
وقال الرئيس أيضا: "الأمور الحمد لله رغم أنها صعبة لكن مسيطرين عليها وهنقدر نتجاوزها ومع بعض كلنا على قلب رجل واحد، كل المصريين، هنقدر نتغلب ونتجاوز الفترة دي.. كل ظروف صعبة بتمر على أى دولة هى اختبار لقدرة الدولة وبتبقى اختبارات لكشف المعادن على كل المستويات الداخلية والخارجية ومعادن الدنيا كلها بتظهر فى الأزمة وفرصة نتعرف على قدراتنا فى التحمل".
باقول للشعب المصرى كله: "بنعانى.. لكن الحمد لله عايشين وهنقدر نعيش وياما مرت على مصر ظروف أصعب من كده و الشعب المصرى بعزيمته وصبره وفهمه قدر يتجاوز الظروف دى وإن شاء الله هنتجاوزها".
الكلمات السابقة تؤكد أن الرئيس يجدد رهانه على وعي الشعب المصري ويجدد ثقته المطلقة فيه ويؤكد أنه من هذا الوعي واستنادا إليه سوف تتحول المحنة إلى منحة وسوف يتمكن الشعب المصري من عبور الأزمة وتخطيها مثلما فعل فى كل الأزمات السابقة.
العزيمة والصبر والفهم هى الصفات الثلاث التى يراهن عليها الرئيس فى الشعب، ويعلم أنها موجودة وممزوجة بدماء كل مصري وسوف تمكنه من مواجهة الأزمة والتغلب عليها وهو الأمر الذي يتطلب وكما سبق وقلت، إن تكون هناك إيجابية من المواطن ووعي كبير حتى يساعد بلده ويساعد نفسه فى تخطي الأزمة، لا يجب أن يستسلم المواطن لليأس مثلما يجب ألا يستسلم للجشع ويتركه ينهش فيه.
كما أنه أيضا يجب أن تترجم الدولة ممثلة فى الحكومة وأجهزتها المختلفة رسالة الرئيس إلى إجراءات مشددة وأكثر حسما على أرض الواقع حتى يشعر المواطن باطمئنان.. سنعبر الأزمة إن شاء الله وسوف تتمكن مصر من استكمال مسيرة التنمية وسوف يتمكن شعبها الواعي من استكمال بناء جمهوريته الجديدة.
حفظ الله الوطن .. حفظ الله الجيش