بادر بالسبت تجد الأحد سائغا

بادر بالسبت تجد الأحد سائغاحسين خيرى

الرأى24-1-2023 | 17:00

مع نور كل صباح أشعر أنني أمام امتحان، يتملكني الخوف من الفشل، لكنني أطمع فى كرم الله، وأحدث نفسي بحتمية اجتياز ال امتحان بنجاح، برغم أن ورقة الأسئلة تنتقل من سؤال معقد إلى آخر يصيبك بالحيرة، ويحتمل أكثر من معنى، وثالث يسير، غير أنه يحتاج إلي إجابة واضحة مقتضبة، ليس فيها لف أو دوران.

وكان أول سؤال، وضعه لي ابني، يسأل فيه: شاهدت زميلي أمام عيني يشتري مشروع التخرج من مكتب متخصص، ويدون عليه اسمه، وحصل على تقدير مرتفع، فلماذا أجهد نفسي؟ فى صمت قلت لابني: لا لوم عليه، زميله سرق النجاح، وقد يتولى أيضا وظيفة مرموقة، ثم نظرت إلى ابني وسألته: ما مصير مبنى ضخم يسر الناظرين وليس فيه سوى عيب واحد أنه بدون أعمدة؟ أجاب: لن يلبث طويلا وسينهار، ولاحقته بسؤال آخر: وما بال سيارة فاخرة وبداخلها محرك قديم متهالك؟ فكانت إجابته: لن يمر وقت وستتوقف فجأة عن السير.

وتتوالى الأسئلة على مدار الساعة، فهذا سؤال يطرحه ابني الأكبر لماذا السباب يا أبتي فى حق شخص غائب عن المجلس؟ أخبرته علي الفور: لقد أصابني يا بني بضرر، وإذا بابني ينصحني بمواجهته بما فعل، للأسف وقعت فى الخطأ مع بداية اليوم، ولكن هي الحياة تضعنا أمام اختبارات عديدة، تارة قاسية وتارة أخرى هادئة، وينبغي أن نستوعب دروسها جيدًا، ونكون تلاميذ نجباء، فالحياة متقلبة، فلا فرح يدوم ولا حزن دائم.

والنصيحة ألا نسدل الستارة السوداء مع أول فشل، والشخص الناجح من يستمر فى المضي قدما، ويقتضي الحال على المرء أن يجهد نفسه فى رسم ابتسامة بداخله حتي يمر يومه بسلام، وينتظر أداءه ل امتحان جديد بقلب مطمئن، وفى ظل أجواء ال امتحان اليومي أشعر أنني مراقب، فأبنائي يراقبونني من جهة، والأصدقاء من جهة أخرى، والله من فوقنا مطلع عليّ.

وبفضل ما رسخت فى نفسي مقولة أن بعد كل صعب لابد أن يعقبه سهل، زال عني الرهاب والفزع من اختبارات الحياة المتلاحقة، وأيقنت أنني كلما بادرت بالسبت وجدت الأحد سائغا جميلا، كما جاء فى قوله تعالى: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون".

ولا نختلف فى أن الحياة قاعة امتحان كبيرة، كل ما فيها ابتلاء، وما تستقبل النفس ما يغضبها، هو ابتلاء لها علي الرضا بقضاء الله والتسليم له، وحين تستقبل ما تحبه، فهذا امتحان لها كذلك على الحمد لما أنعم الله عليها من فضله.

أضف تعليق