الطفلة المعجزة فيروز، أشهر طفلة في السينما المصرية، هي شقيقة الفنانة "نيللي"، أتقنت في السابعة من عمرها الغناء والتمثيل والرقص الاستعراضي، ونجحت في جذب المخرجين إلى موهبتها، إنها الفنانة فيروز الصغيرة، أو كما يقال عنها "قطقوطة السينما المصرية"، التى رحلت فى مثل هذا اليوم عام 2016.
المكتشف الحقيقي للفنانة فيروز الصغيرة هو الممثل اللبناني إلياس مؤدب الذي كان صديقا لوالدها.
وكان يعزف على الكمان في منزل عائلتها من ضمن سهراته، وكانت الصغيرة ترقص على الموسيقى التي يعزفها، فلفتت انتباهه ولاحظ موهبتها وحاول تطويرها، فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدَها، ولأنه كان يغنّي في حفلات منزلية اصطحبها معه إحدى المرات لتؤدّي المونولوج، فأثارت الصغيرة إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحًا باهرًا.
شاركت فيروز فى مسابقة مواهب في ملهى الأوبرج الليلي، ونجحت نجاحًا باهرًا والتف حولها المنتجون السينمائيون، فاختار إلياس مؤدب المنتج الفنان أنور وجدي من بينهم، ليوقع معه والدها عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كلّ فيلم من ثلاثة أفلام هي: ياسمين، فيروز هانم عام 1951، دهب عام 1953، فقام وجدي بتغيير حرف النون في اسمها إلى فاء، ليصبح فيروز بدلًا من نيروز، وأحضر لها مدرب الرقص إيزاك ديكسون لتدريبها لعدة أسابيع على رقصات فيلمها الأول "ياسمين".
كان الملك فاروق حاضرًا في عرضها الأول بملهى الأوبرج، وأعجب بأداء الصغيرة التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، وقوبل أداؤها بإعجاب لا مثيل له وبتصفيق حاد، وطلب من رئيس الديوان أحمد حسنين إحضار الطفلة له ليحييها بنفسه، كما حصلت على أوّل مكافأة في حياتها، وكانت خمسين جنيهًا من الملك فاروق سلمها لها بيده.
أبهرت الموهبة السينمائية الصغيرة فيروز كل من شاهدها أو تحدث إليها، فلم يكن لها مثيل في ذلك الوقت لذكائها وخفة دمها، ورغم صغر سنها نجحت في أن تمثل وتغنى وتقدم الاستعراضات الممثلة.
وفيروز هي الأخت الكبرى للفنانة الاستعراضية نيللي وابنة عمة الفنانة لبلبة، هي نيروز آرتين كالفيان الارمينية الأصل، ولدت في مصر عام 1943.
قدمت فيروز عشرة أفلام في دور البطولة منها: دهب وكانت في العاشرة من عمرها، صورة الزفاف، الحرمان، أيامي السعيدة، عصافير الجنة، بفكر في اللي ناسيني، كما قدمت فيلمين مع إسماعيل يس.
عرض أنور وجدي على الموسيقار محمد عبد الوهاب مشاركة شركته في إنتاج فيلم ياسمين، إلا أن عبد الوهاب خاف من المغامرة في فيلم بطلته طفلة تمثل لأول مرة، ورفض المشاركة، بالرغم من أنه جرب من قبل نجاح فاتن حمامة فى التمثيل وهي طفلة فى فيلمه “يوم سعيد”.
كما عرض أنور وجدي بطولة الفيلم على فاتن حمامة في دور أم فيروز، فرفضت أيضًا، واعترضت على وضع اسمها بجوار اسم طفلة في بطولة الفيلم واعتبرت ذلك يقلل من نجوميتها، كما اعترضت ان يكون محور الفيلم شخصية الطفلة، في حين احتضت ليلى مراد فيروز في بيتها ترعاها، ولم يجد وجدي سوى مديحة يسري ليخرج الفيلم إلى النور عام 1950، ومن هنا صار خصام حتى النهاية بين فيروز وفاتن حمامة.
من المواقف الصعبة التي مرت بها فيروز في بدايتها كانت في أول فيلم لها "ياسمين"، حيث كان ضمن المشاهد وكر للحرامية الذين حبسوا فيه أباها، ولما تحركت لإنقاذه سقطت على السلم ووقعت اللمبة من يدها على كومة قش، وحملها انور وجدى إلى المستشفى ولم تفق فيروز إلا فى المستشفى؛ مما سبب لها ألمًا نفسيًّا من النار طوال حياتها.