هل تشعل أزمة منطاد التجسس الصيني فتيل حرب باردة جديدة؟

هل تشعل أزمة منطاد التجسس الصيني فتيل حرب باردة جديدة؟هل تشعل أزمة منطاد التجسس الصيني فتيل حرب باردة جديدة؟

عرب وعالم25-2-2023 | 14:34

لم تكن أزمة منطاد التجسس الصيني، الذي أسقطته الولايات المتحدة في الرابع من فبراير الجاري، ببدع من الأحداث التي تشوب العلاقات بين القوتين العظميين، بل ربما أعادت إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة بين البلدين خلال القرن الماضي.

ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، شهدت فترة الحرب الباردة في القرن المنصرم العديد من المهام السرية التي لم تقتصر على مهام التجسس فحسب، بل تضمنت أيضًا عمليات تخريبية من جانب الولايات المتحدة ضد وغريمتها تحت حكم ماو تسي تونج، كعملية "Operation Tropic" التي نفذتها الولايات المتحدة في ذروة الحرب الكورية في محاولة لتقويض جهود الحرب الصينية بدون التورط في حرب فعلية على الأراضي الصينية.

وأضافت المجلة أنه حتى بعد وقف القتال خلال الحرب الكورية عام 1953، استمرت المخابرات الأمريكية (CIA) في شن ودعم مجموعة من العمليات جوية سرية داخل البر الصيني الرئيسي؛ وكانت جزيرة تايوان تحت حكم شيانج كاي-شيك، العدو اللدود للحزب الشيوعي الصيني، مركزًا لتنظيم مثل هذه الأنشطة، التي كانت الإدارة الأمريكية تحرص على ضمان إمكانية نفي تورطها فيها.

وأشارت المجلة إلى استغلال واشنطن الأحلام التي كانت تراود شيانج للإطاحة بماو وضم البر الصيني الرئيسي، فلم يمانع شيانج تنفيذ عميات سرية بطائراته عبر مضيق تايوان لإلقاء منشورات على بعض المدن الصينية أو إطلاق مناطيد مُسيَّرة تحمل موادًا دعائية مناهضة للحزب الشيوعي؛ ومع بداية منتصف الخمسينيات، بدأت واشنطن تركز على عمليات التجسس، بدلًا من الأنشطة التخريبية.

وأوضحت المجلة أن هذا التحول كان نتيجة تسليم واشنطن ببقاء ماو في سدة الحكم، بالإضافة إلى الطفرات التكنولوجية غير المسبوقة، مثل طائرات التجسس الأمريكية من طراز يو-2 التي يمكن التحليق بها على مسافات مرتفعة قبل ظهور تقنية التصوير بالأقمار الصناعية فيما بعد.

كما أشارت المجلة إلى حرص واشنطن على تدريب مجموعة من الطيارين التايوانيين على استخدام طائرات التجسس الحديثة يو-2 التي قدمتها لتايوان بناء على رغبة شيانج الذي خسر بعد ذلك عددًا من هذه الطائرات التي أطلق عليها اسم "دراجون ليدي" خلال فترة الستينيات بسبب أنظمة الدفاع الجوي الصينية وما زالت بقايا هذه الطائرات معروضة بمتحف الثورة الشعبية الصينية العسكري حتى الآن.

يُذكّر أن العلاقات بين واشنطن وبكين ظلت تتسم بالعدائية بشكل كبير منذ اندلاع الحرب الكورية عام 1950 حتى زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى بكين عام 1972، حيث استمر الطرفان في رفض اعتراف كل منهما بالآخر، بل وعدم السماح بعقد أي اجتماعات بين أفراد الكادر الدبلوماسي من البلدين.

وحذرت المجلة أن مثل هذه العمليات السرية تهدد مجددًا بالتحكم في طبيعة العلاقات بين البلدين، كما كان الوضع قبل تطبيع العلاقات بينهما منذ نصف قرن؛ كما رأت المجلة أن فرص الانخراط في حوار سياسي بين القوتين العظميين ضئيلة في ظل تفاقم الغضب والشكوك التي تحيط بعمليات تقويض النفوذ من الجانبين.

ولفتت المجلة إلى أن تنامي النفوذ الصيني هو الفارق الوحيد الذي يميز الوضع الحالي عن الحرب الباردة خلال القرن الماضي.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2