لم يكن حصد مشيخة الأزهر الشريف للمركز الأول بجائزة "تكافؤ الفرص وتمكين المرأة"، الفئة الأحدث من جائزة مصر للتميز الحكومي، وليد الصدفة، بل كان نتيجة لإجراءات فعلية وجهود حقيقية، كان لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الفضل الأول في الإشراف عليها وتنفيذها، إيمانا من فضيلته بأن "تكافؤ الفرص وتمكين المرأة" هما من أساس تقدم المجتمعات ونهضتها، والعنصر الأهم في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030.
تمثلت محاور التقييم بالمسابقة، والتي على أساسها تمكنت مشيخة الأزهر من الفوز بجائزة المركز الأول، في قياس مدى التزام المؤسسات المتنافسة في تعزيز رأس المال البشري، ودعم الممكِنات، وتحقيق الاستدامة، بعدد 34 مؤشر ممكن حكومي بنسبة 34%، وعدد 34 مؤشر استراتيجي بنسبة 34%، وعدد 31 مؤشر خدمة بنسبة 33%، وقد تمكنت المشيخة من تحقيق المركز الأول في كل منها عن جدارة واستحقاق، انطلاقا من إيمان قادتها بأن تمكين المرأة وتكافؤ الفرص أساسه "لا تمييز بين الناس على أساس النوع أو الجنس".
وقد شهد العام الجاري نقلة نوعية على مستوى تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بالأزهر الشريف، حيث أصدر فضيلة الإمام الأكبر قرارا بتعيين الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارا لفضيلته لشؤون الوافدين، كأول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع، كما صدق فضيلته، ولأول مرة، على تعيين الدكتورة إلهام شاهين، أمينا عاما مساعدا لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، كما أصدر فضيلته، في العام نفسه، قرارا بتعيين الدكتورة فاطمة الأحمر، رئيسا للإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب القيادي في تاريخ الأزهر، بالإضافة إلى تكليف 1300 امرأة بتولي منصب "شيخ المعهد" بمختلف المناطق الأزهرية، وهو العدد الأكبر في تاريخ الأزهر الشريف.
بالإضافة لذلك، فقد تضافرت جهود جميع القطاعات بالأزهر الشريف في تحقيق تكافؤ الفرص وتمكين المرأة، حيث كان لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية دوره البارز في لم شمل آلاف الأسر على مستوى الجمهورية وبما أسهم في حفظ كرامة المرأة وضمان حقوقها، من خلال وحدة أنشئت خصيصا لذلك باسم "وحدة لم الشمل"، كما تم إنشاء قسم مخصص لفتاوى النساء بالمركز، يعمل بالكامل بالاعتماد على العنصر النسائي من المفتيات والواعظات ويختص بتقديم الفتاوى ذات الطابع النسائي لرواده من السيدات، كما عمل الأزهر الشريف على التوازي من ذلك على تحقيق الدعم الحقيقي والكامل لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وصلت نسبة العاملين في الأزهر من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 3% من إجمالي العاملين بالأزهر الشريف، إيمانا من الأزهر وفضيلة الإمام الأكبر بأن ذوي الهمم لا بد وأن يكونوا دائما، وكعهدهم؛ في قلب الأزهر وجزءا لا يتجزأ من منظومة عمله، وبأن المجتمعات لن تنهض إلا بتمكين جميع أبنائها من المشاركة الفاعلة في تحقيق خططها التنموية.
هذا؛ وقد تكون فريق عمل إعداد ملف مشيخة الأزهر بالمسابقة من الدكتور محمد يسري، المدير التنفيذي للأرشيف الإلكتروني بمشيخة الأزهر، والأستاذ محمود علي حامد، مدير عام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمشيخة الأزهر، والأستاذ محمد أحمد عطية، عضو المكتب الفني بمكتب شيخ الأزهر، والأستاذة سالي عبدالحميد، عضو المركز الإعلامي بالأزهر، تحت إشراف الدكتور أتى سيد أحمد خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، وبرعاية كريمة من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
وكانت مشيخة الأزهر الشريف قد فازت بالمركز الأول للفئة الأحدث من جائزة التميز الحكومي لعام ٢٠٢٢، وهي فئة "تكافؤ الفرص وتمكين المرأة"، وذلك خلال الحفل الذي أقامته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أمس الثلاثاء، والذي أقيم برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وبمشاركة عدد من الوزراء والقيادات الحكومية. ويعد فوز مشيخة الأزهر بهذه الجائزة، دليل عملي على ما يبذله الأزهر الشريف على الأرض لتحقيق تكافؤ الفرص وتمكين المرأة، لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة، (رؤية مصر 2030)، والتي تقضي بتكوين جهاز إداري كفء وفعال يطبق مفاهيم الحوكمة، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويستجيب لطلبات المواطنين للرقي بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة.