أظهرت دراستان، نشرت نتائجهما في المجلة الطبية البريطانية الشهر الماضي، المفاتيح الضرورية للتمتع بصحة جيدة على المديين القصير والطويل، إذ أظهرت الدراسة الأولى أن هناك علاقة بين العلاقات الجيدة وتجنب الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، وأما الدراسة الثانية فقد اهتمت بتأثير النشاط البدني على الاضطرابات المعرفية المتأخرة. ورغم أن هذين العاملين معروفان لفوائدهما على المدى القصير، مثل الصحة العقلية والثقة في الذات وتجنّب العزلة بالنسبة للعلاقات الاجتماعية، أو التقليل من التوتر وتعزيز التحمّل بالنسبة للرياضة، فقد بينت الدراستان أنهما مفيدان للصحة على المدى الطويل.
وقد تابع باحثون من جامعتي بريسبان في أستراليا وبروفو في الولايات المتحدة نحو 8 آلاف سيدة، تتراوح أعمارهن ما بين 45 و50 عاماً منذ 1996، ويتمتعن بصحة جيدة ولا يعانين من أي مرض مزمن وخلال السنوات الماضية، طُلب من المشاركات قياس مستوى رضاهن عن خمسة أنواع من العلاقات الاجتماعية، التي ترتبط بالزوج وأفراد الأسرة والأصدقاء والعمل والنشاطات الاجتماعية.
وتبيّن بعد أكثر من عقدين من المتابعة، أن نحو 60% من النساء اللواتي عبّرن عن عدم رضاهن عن علاقاتهن الاجتماعية، بغض النظر عن نوعها، يعانين من أمراض مزمنة عدة.
أما في الدراسة الثانية، فقد تابع الباحثون من كلية الطب في جامعة لندن نحو ألفي بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 36 و69 عاماً، على مدار أكثر من 30 عاماً. وخلال تلك الفترة، طُلب من المشاركين، تقييم النشاط البدني وفقاً لثلاث فئات هي: «غير النشطين، ومعتدلو النشاط، والنشيطون جداً»، ليتسنى للباحثين تقييم إدراكهم من خلال إخضاعهم لاختبارات الحالة المعرفية والذاكرة اللفظية وسرعة المعالجة.
وأشارت الدراسة إلى أن ممارسة النشاط البدني في أي وقت من حياة البالغين، وبأي وتيرة، يرتبط بالحالة المعرفية الأعلى في وقت لاحق من الحياة. وتقول رئيسة الفريق البحثي الدكتورة "سارة نعومي جيمس": إن التأثير تراكمي، فكلما طالت مدة نشاط الفرد زادت احتمالية محافظته على وظائفه المعرفية في مستوى أعلى مع التقدّم في العمر.