فى عيدها القومى.. خبير آثار: سيناء واحة الأمان والجمال

فى عيدها القومى.. خبير آثار: سيناء واحة الأمان والجمالسيناء

مصر19-3-2023 | 17:30

فى إطار احتفالات محافظة جنوب سيناء بعيدها القومى الذى يوافق 19 مارس من كل عام ذكرى عودة طابا نعيش مع خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار والشهير بعاشق سيناء لنرصد ملامح سيناوية عن تاريخها ومقوماتها السياحية.
ويشير الدكتور ريحان إلى تاريخ سيناء الممتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى عودة طابا بداية من آثار الإنسان الأول المعروفة بالنواميس المنتشرة بمعظم مناطق سيناء إلى طريق حورس بشمال سيناء هو الطريق الذى استخدمته الجيوش المصرية فى حملاتها المظفرة الهادفة إلى بناء وتوسيع الإمبراطورية المصرية فى مناطق سوريا وكنعان ( فلسطين) منذ بداية عهد الأسرة الثامنة عشر ويشهد بذلك مجموعة الحصون والقلاع المصرية الموجودة على طريق حورس الحربى والتى امتدت من قلعة ثارو وحتى غزة بكنعان ( فلسطين ) وقد بلغت نحو عشرة حصون ومواقع دفاعية أو أكثر، كما كانت نقوش سيناء الصخرية بمنطقة سرابيط الخادم وما حولها والمعروفة بالأبجدية السينائية أو البروتوسينائية هى أصل اللغات العروبية أصل أبجديات العالم، وقد أطلق عليها أرض الفيروز نتيجة أعمال تعدين الفيروز بهذه المنطقة
كما كان لبيلوزيوم (الفرما) مكانة كبيرة فى العصر الرومانى حيث رابطت بها حامية عسكرية وجرى تشييد قلاع على امتداد الطريق الساحلى المؤدى إلى سوريا
وينوه الدكتور ريحان إلى أن أديرة وقلاع سيناء كانت حصونًا عسكرية دافعت عن مصر عن طريق بوابتها الشرقية وحمتها من غزو الفرس والصليبيين ومنها دير الوادي بطور سيناء ودير سانت كاترين ومنها دير الوادي الذى يقع بقرية الوادي التي تبعد 6 كيلومترات شمال الطور، وكان حصنًا رومانيًا أعيد استخدامه كدير محصّن فى عهد الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي متوافقًا مع خطة جستنيان الحربية لإنشاء حصون لحماية حدود الإمبراطورية الشرقية ضد غزوات الفرس كما أعيد استخدامه كأحد الحصون الطورية فى العصر الفاطمي كما ورد فى عهود الأمان من الخلفاء المسلمين المحفوظة بدير سانت كاترين كما عثر به على تحف منقولة هامة من العصر الفاطمي.
ودير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم والذي أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التي تجسّدت فيها روح والتلاقي والتعانق بين الأديان، وبنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين ب سيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه وأنشئ كدير محصّن لنفس أسباب دير الوادي
ويشير الدكتور ريحان إلى أهمية حصون سيناء ومنها الحصن البيزنطي بجزيرة فرعون وحصن رأس راية بطور سيناء وقلعة صلاح الدين بطابا وقلعته برأس سدر وحصن الفرما وحصن الطينة بشمال سيناء
وتبعد قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا 10 كم عن مدينة العقبة وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول أنشأها السلطان صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبي فلقد قاومت حملة الأمير الصليبي أرناط صاحب حصن الكرك 1182م
وقلعة الجندي برأس سدر وسميت بهذا الاسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندي بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهي مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق وقريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربى أو مدني معين وتقع على الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء، وقلعة الفرما تبعد 35كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط وقلعة نخل بوسط سيناء لحماية درب الحاج المصرى اقديم
ويتابع الدكتور ريحان بأن عصر محمد على ذى أهمية فى تاريخ سيناء (1805-1848م) حيث أرسل مهندس فرنسى أسمه الموسيو لينان إلى بلاد الطور الذى درس معادنها ورسم خارطة لها وسمى نفسه هناك عبد الحق وكانت الخارطة التى رسمها هى أول خارطة وضعت ل سيناء فى التاريخ الحديث وفى عصر أسرة محمد على قام عباس الأول بن طوسون بن محمد على (1848 – 1854م) بزيارة سيناء وبنى حمامًا فوق النبع الكبريتى بمدينة الطور ومهد طريقًا من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى وشرع فى بناء قصر جميل على جبل تلعة غرب جبل موسى ومد طريق للعربات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل أن يكمله
ويوضح أن سيناء شهدت فصولًا من الصراع الإسرائيلى، وشهدت طرق سيناء عام 1956م العدوان الثلاثى مستخدمين عدة محاور حيث تمتلك سيناء ثلاثة خطوط استراتيجية للدفاع عنها، وأخضعت إسرائيل سيناء للحكم العسكرى حين احتلالها عام 1967 وقسمتها إلى منطقتين هما شمال سيناء، وجنوب سيناء ووضعتها تحت إدارة مستقلة وعينت حاكم عسكرى على كل منطقة
وأقيمت فى سيناء المستوطنات أهمها أوقيرا بجوار شرم الشيخ، ذى هاف قرب دهب ، زاحارون 10كم شرق العريش، ياميت 7كم قرب رفح، وبعد انتصار أكتوبر 1973 العظيم تم توقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء حتى عودة آخر شبر ب سيناء فى طابا ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989، وفى 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش، وفى 25 يوليو 1979 من رأس محمد حتى أبو دربة، وفى 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير، وفى 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين، وفى 25 نوفمبر 1979 من أبو صير حتى رأس محمد، وفى 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد، وفى 25 أبريل 1982 رفح وشرم الشيخ، وفى سبتمبر 1988 التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا، وفى 9 مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا، وفى 19 مارس 1989 رفع العلم المصرى على طابا
وينوه الدكتور ريحان إلى المقومات السياحية التى تتميز بها طابا وهى السياحة الأثرية الوبيئية والسفارى والترفيهية، وتجسّد السياحة الأثرية بها قلعة صلاح الدين التى تقع بوسط جزيرة ساحرة يطلق عليها جزيرة فرعون أو جزيرة المرجان أنشأها صلاح الدين عام 567هـ 1171م وتضم منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وصهريجين للمياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان
وتتمثل سياحة السفارى فى الكانيون الملون الذى يبعد 30كم عن طابا فى طريق طابا – النقب، طوله 250م وارتفاعه من 3 إلى 6م عرضه فى بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة مما يدل علي وقوع سيناء تحت سطح البحر فى العصور الجيولوجية القديمة، ويضم هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال السعودية والأردن وجزء من خليج العقبة، علاوة على اللوحات الصخرية طريق النقب – طابا التى تمثل متحفًا مفتوحًا للوحات الصخرية التى شكلتها أيدى الطبيعة فى الوادى الممتد من النقب إلى طابا
كما تجسّدت السياحة البيئية بمنطقة الفيورد التى تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات وهى عبارة عن لسان بحرى من خليج العقبة يمتد داخل اليابس ب سيناء ليشكّل منطقة أقرب إلى ثلاثة أرباع دايرة، والسياحة الترفيهية بمنطقة طابا هايتس ولها شهرة عالمية تبعد 25كم عن مطار النقب الدولى، 200كم من شرم الشيخ، وهى عبارة عن حجر جيرى مرجانى من أصل عضوى وتتكون من كسرات الهياكل العضوية المشتقة من المرجانيات والطحالب الحمراء والجلد شوكيات والرخويات وتمثل أجمل مثلث غوص دولى ب سيناء والعالم الذى يضم رأس محمد ودهب وطابا.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2