قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن كل ما تعانيه من آلام وأحزان دواؤها التسليم لله، لافتًا إلى إن رفض الماضي يجعلك تشعر بالاكتئاب، الحزن، الألم، ورفض المستقبل يؤدي إلى الخوف، القلق، الرعب، الفزع، ورفض الحاضر سبب الزهق، والملل.
وأضاف في الحلقة الثانية عشر من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، أن الرفض، الذي عكسه القبول والتسليم، هو سبب لكل الأمراض النفسية، داعيًا إلى تسليم الأمر لله المقرون بالإحسان حتى لا يصيبك مرض نفسي، "بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ".
وأوضح خالد، أن الغرب يسمي هذا الأمر قبول الواقع، فيما يسميه المؤمنون التسليم لله، والإسلام من التسليم، ولابد أن يكون لك حظ من اسم دينك، "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا".
وأشار إلى أن من معاني التسليم لله التي تخفف ألمك وحزنك، تهوين حقيقة الدنيا، لافتًا إلى أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغرض منها ترك الدنيا، لكن لتقليل الهم، وتخفيف الهم والغم والكرب.
خفف همك وغمك
واعتبر خالد أن "من معاني التسليم التي تخفف همك وغمك، أن تعمل فيما هو متاح لك حتى يوسع الله لك ما هو غير متاح.
وحث على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل مصيبة تمر بها. اتق الله "فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا"، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا".
ودعا خالد إلى تسليم الأمر لله، امتثالاً لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ":اللهم لك أسلمت وبك أمنت"، والمحافظة على ورد الذكر حتى يستريح قلبك "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ"، وصلاة ركعتين قبل الفجر بنصف ساعة في أحب وقت له يستجيب فيه الدعاء.
المصائب والتحديات تكتب القصص الكبرى
ورأى خالد أن المصائب والتحديات هي التي تكتب القصص الكبرى في الحياة، "تخيل لو سيدنا يوسف ضاع فبكى يعقوب، ورجع له ابنبه بعد أسبوع، هل كانت ستصبح قصة؟، ولو أن فرعون استجاب لسيدنا موسى، هل كانت ستكون هناك قصة وقتها؟ ولو أنا أبا جهل سمع كلام النبي الله عليه وسلم فانشرح صدره للإسلام، أين كانت المعاناة لمدة 23 سنة، فإنما تكتب قصص النجاح التي تعيش بالتحديات".
وشدد خالد على أن هذا ليس فقط في الدين، لكن في الحياة أيضًا، واصفًا التعب في الدنيا بأنه "جزء من رحمة الله، لكن الإنسان قصير النظر، فالمعاناة في الدنيا هي التي ستجعلك ترفع رأسك في وسط اولادك، وتحكي لهم كيف جمعت ثروتك.
الدعاء طريقك للتسليم
وذكر خالد، أن الدعاء بحضور القلب هو الوسيلة الأساسية للوصول إلى التسليم، بشرط أن يتفق فيه القلب مع اللسان عند الطلب، وإظهار الاحتياج لسانًا وقلبًا، والمسكنة لسانًا وقلبًا، والتذلل لله لسانًا وقلبًا " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
واعتبر أن "الوسيلة للتسليم هي الدعاء، والوسيلة لإزالة همك وغمك هي الدعاء، والوسيلة لإجابة الدعاء هي التسليم أثناء الدعاء. إذا فتح عليك بدعاء لحظة تذلل.. تسليم له.. فقد فتح لك كل أبواب الإجابة والقبول..
لا حول ولا قوة إلا بالله.. شعار التسليم كله
حث خالد على الإكثار من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة"، ويقول أيضًا: "لا حول ولا قوة إلا بالله دواء لمائة داء أدناها الهم".
وقال: "لاحول ولاقوة إلا بالله هي جماع التسليم كله، هي شعار التسليم كله، وفي نفس الوقت هي كنز من كنوز الجنة، إذًا مفتاح الجنة وكنز الجنة هو التسليم".
وختم خالد بذكر القاعدة الثانية عشر من قواعد الفهم عن الله، وهي: القاعدة: "هون عليك فكل مر سيمر.. وكل ما تعانيه من آلام وأحزان دواؤها التسليم لله".