وداعاً للكوميديا وأهلاً بـ «اللايت»!

وداعاً للكوميديا وأهلاً بـ «اللايت»!محمد رفعت

الرأى30-4-2023 | 09:10

خابت توقعات الجمهور هذا العام فى معظم الأعمال الكوميدية التى شاهدناها فى رمضان، وعانت فى معظمها من ضعف مستوى الكتابة والمبالغة فى الأداء والمط والتطويل ومحاولة استدرار ضحكات المشاهدين بالصراخ والزعيق دون جدوى، ومحاولة استنساخ مشاهد قديمة ومكررة.

وكان أبرز الخاسرين هذا العام هو الفنان الموهوب أحمد مكى، والذى فشل الجزء السابع من مسلسله «الكبير أوى» فى تحقيق نفس النجاح الذى حققه الجزء السادس العام الماضى، رغم إتاحته كعادته فى معظم أعماله لمساحات كبيرة لزميلاته وزملائه للتألق وإثبات الوجود، ولكنهم خذلوه هذه المرة، وخاصة الفنانة الشابة رحمة أحمد فى دور مربوحة، والتى جاء أداؤها مفتعلاً ومبالغاً جداً فيه فى معظم الحلقات.

ونفس الأمر ينطبق على مسلسل «الصفارة» للفنان المتنوع فى أدواره أحمد أمين، والذى فاجأ الجمهور بالعودة إلى الكوميديا، بعد تألقه العام الماضى فى دور صعب ومركب من خلال مسلسل «جزيرة غمام»، والذى أثبت به أنه ممثل قدير يستطيع أداء كل الأدوار، إلا أن ضعف الكتابة والسيناريو لم يسعفاه فى إنقاذ مسلسله الجديد «الصفارة» من الملل والتكرار.

والحقيقة أن الأعمال الاجتماعية الخفيفة أو ما يسمونه «اللايت كوميدى»، قد عوضت إلى حد كبير هذا التراجع فى مستوى الكوميديا خلال موسم دراما 2023، وخاصة فى مسلسل «كامل العدد» بطولة المتألقين شريف سلامة ودينا الشربيني، ومسلسل «مذكرات زوج» للمبدع طارق لطفى، وإن كان النجاح لم يحالف مسلسل الفنانة يسرا «ألف حمدالله ع السلامة»، والذى حاولت من خلاله استنساخ تجربتها الناجحة العام الماضى ولكن لم يحالفها التوفيق.

والواقع يقول إن الطفرة الكوميدية التى شهدتها السينما المصرية منذ بداية تسعينيات القرن الماضى لم تستطع أن تصمد طويلاً، وإذا تتبعنا خط نجومية هذا الجيل لبداياته لوجدنا أنها بدأت وتطورت بشكل منظم من مشاهد صغيرة، إلى أدوار أكبر نسبياً فى أفلام الكبار، ثم حدث التحول الأضخم فى النصف الثانى من التسعينات بعد اكتساح فيلم «إسماعيلية رايح جاى» للإيرادات وسيطرته بشكل غير مسبوق وبلا منافس على شباك التذاكر فى العام 1997.

وبدأ هؤلاء الفنانون وهم محمد هنيدى والراحل علاء ولى الدين وأحمد آدم وهانى رمزى وبعدهم بقليل محمد سعد ثم أحمد حلمى وأحمد مكى فى اتخاذ مواقعهم كأبطال مطلقين تكتب الأفلام لأجلهم، واستمر النجاح حوالى 10 سنوات كان فيها نجوم السينما الأوائل هم «الكوميديانات»، قبل أن يبدأوا فى التراجع والتوقف التدريجى.

وظن الكثيرون أن نجاح نجوم فرقة مسرح مصر، الذين قدمهم الفنان أشرف عبدالباقى، سيعوض غياب الابتسامة عن الشاشة، وبالفعل أصبح هؤلاء الفنانون هم القاسم المشترك الأعظم فى الأعمال الكوميدية، ولكن أداؤهم فى المواسم الأخيرة، جاء مخيباً للآمال، وخاصة مع إصرارهم على استنساخ نفس الأفكار و«الإفيهات» المكررة!

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2