يستعد البيت الأبيض للتداعيات السياسية لقرار الاتهام في قضية هانتر بايدن، وقد توصلوا إلى أن الجمهوريين سوف يهاجمونهم بسبب ذلك سواء تم توجيه لائحة اتهام جنائية إلى نجل الرئيس جو بايدن أم لا، فيما يقلل الديمقراطيون وكبار مساعدي ويست وينج من التأثير المحتمل، بحجة أن قضية هانتر بايدن كانت مفعلة في انتخابات عام 2020 وانتخب الناخبون والده على أي حال، وأشاروا إلى أن الخصم الأكبر للرئيس، دونالد ترامب ، وجهت إليه الاتهامات للتو، فما هي قصة ابن الرئيس.
الأشخاص المقربين من بايدن ما زالوا قلقين بشأن الخسائر الشخصية التي سيتكبدها الأب الذي شعر بالفعل بالخوف بسبب صراعات الابن وسط تاريخ طويل من المأساة العائلية، فطالما تألم بايدن بشأن مصير ابنه الباقي على قيد الحياة، معربًا عن هذا القلق في المكالمات الهاتفية مع الأصدقاء القدامى ومع هانتر نفسه، وذلك بحسب ما جاء بتقرير مفصل نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
التقى محامو هانتر بايدن في مقر وزارة العدل بواشنطن الأسبوع الماضي لمناقشة القضية المتعلقة بالضرائب والأسلحة مع المدعين، وذلك وفقًا لشخص مطلع على الأمر، وفي كثير من الأحيان يستخدم محامو الدفاع مثل هذه الاجتماعات لحث المدعين على الامتناع عن السعي لإصدار لائحة اتهام أو النظر في تخفيض التهم إشارة إلى انتهاء التحقيق، وقد ركز التحقيق على ما إذا كان بايدن قد فشل في الإبلاغ عن كل دخله وما إذا كان قد كذب على نموذج لشراء سلاح.
وقالت جينيفر بالميري، التي شغلت منصب مديرة الاتصالات في الرئيس باراك أوباما: "من الواضح أن فريق بايدن يأمل ألا يؤدي هذا التحقيق إلى إصدار لائحة اتهام لعدة أسباب، ولكن الجمهوريين فشلوا - في كل من حملة عام 2020 وجلسات الاستماع في الكونجرس لعام 2023 - في طرح أسئلة حول تأثير هانتر بايدن على الرأي العام ولا أعتقد أنهم سينجحون الآن، بغض النظر عما تقرره وزارة العدل".
ووفقا لما جاءؤ بالصحيفة الأمريكية، فإنه لا يوجد فريق خاص بهناتر بايدن في البيت الأبيض، ووفقًا لأربعة أشخاص مألوفين منحوا عدم الكشف عن هويتهم للتحدث بحرية، فإن من يتولى الدفاع عن نجل الرئيس محاموه الشخصيون ولا يشارك البيت الأبيض في الأمور القانونية، ولكن من المرجح أن يأخذ مسؤولو الحملة ومسؤولو اللجنة الوطنية الديمقراطية زمام المبادرة في الرد على الاستفسارات السياسية ، بينما سيرد موظفو البيت الأبيض إذا تطرقت الاتهامات إلى الأعمال الحكومية الرسمية.
وبغض النظر عما تقرره وزارة العدل في نهاية التحقيق الذي استمر ست سنوات، يمكن أن يكون للقرار تداعيات كبيرة على محاولة إعادة انتخاب الرئيس التي أُعلن عنها للتو، مما يعطي الفرصة للجمهوريين وهم يسعون لتصوير عائلة بايدن بالفساد.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن هناك شعور بين حلفاء بايدن بأنه سيواجه بعض ردود الفعل السلبية في كلتا الحالتين، سواء كان متهما أو بريئا، فإذا تم اتهام هانتر بايدن بارتكاب جريمة، فسيحاول ترامب والجمهوريون ربط سلوكه بسلوك والده ولياقته للمنصب، وإذا لم يتم توجيه الاتهامات، فقد أرسل الجمهوريون برقية بأنهم سيدعون أن وزارة العدل كانت متحيزة وأن المدعي العام ميريك جارلاند، المعين من قبل بايدن، زور القرار.
ويقول مساعدون إن حملة بايدن ستستمر إلى حد كبير في المضي قدمًا والتركيز على القضايا الأخرى التي يعتقدون أنها أكثر صلة بالناخبين، ويعتقد البيت الأبيض أن العديد من الأمريكيين ، وخاصة أولئك الذين يعانون من الإدمان في أسرهم ، متعاطفون مع بايدن ، وسيظلون كذلك.
"بادئ ذي بدء، لم يرتكب ابني أي خطأ، وأنا أثق به" .. هكذا قال بايدن في مقابلة يوم الجمعة مع MSNBC، وأضاف: "ولو أنه يؤثر على رئاستي فهذا سيجعلني أشعر بالفخر به"، فيما يؤكد مساعدو الرئيس أن البيت الأبيض غير معني بقرار وزارة العد، ويجري التحقيق في الأمر من قبل المدعي الأمريكي ديفيد فايس من ولاية ديلاوير، المعين من قبل ترامب.
وقد بدأ التحقيق في هانتر بايدن في عام 2018 وتركز في البداية على موارده المالية المتعلقة بعلاقات الأعمال الخارجية والعمل الاستشاري، وحول المحققون فيما بعد تركيزهم إلى ما إذا كان قد فشل في الإبلاغ عن كل دخله وما إذا كان قد كذب على نموذج لشراء سلاح من خلال إنكار أنه كان مدمن مخدرات، وتحدث هانتر بايدن بصراحة عن إدمانه على الكراك ومشاكل المخدرات الأخرى.
وفي الوقت الذي يقر فيه مستشارو بايدن بأن الجمهوريين سيعيدون إحياء القضية لحملة 2024، وذلك وفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات، ولكن في الوقت ذاته، أشاروا أيضًا إلى أن ترامب أطلق العديد من هذه المزاعم خلال حملة 2020، حتى أنه ظهر أحد شركاء هانتر التجاريين السابقين، وهو رجل يُدعى توني بوبولينسكي، كضيف مفاجئ في مناقشة الانتخابات العامة الأخيرة لعام 2020، ولكن تلك التحركات كان لها تأثير ضئيل على بايدن.
ورغم ما حدث في انتخابات 2020، إلا أن المزاعم حول هانتر بايدن استمرت في الازدهار في وسائل الإعلام المحافظة، والتي أصبحت مقتنعة بأن هجمات عام 2020 كانت ستصبح أكثر صعوبة إذا لم تكن الهيئات الصحفية وشركات التواصل الاجتماعي متشككة في البداية في مصدر جهاز الكمبيوتر المحمول السابق، حيث يؤكد الجمهوريون أن محتوى الكمبيوتر المحمول يقدم دليلاً على التعاملات الفاسدة، وهو الأمر الذي أثار تحقيقات من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، واعتبر السناتور جوش هاولي (جمهوري من ولاية ميسوري) يوم الخميس أن المزاعم ضد بايدن الأصغر "خطيرة للغاية".
وقال هاولي: "آمل فقط أن يُعامل مثل أي شخص آخر، فهناك مزاعم مختلفة من المبلغين عن المخالفات بوجود تدخل، وأن الناس حاولوا إحباط التحقيق، ومن الأفضل ألا يحدث ذلك".