مسئولة أممية: الدول الأفريقية تطالب بنظام مالي عالمي أكثر عدالة وشمولية

مسئولة أممية: الدول الأفريقية تطالب بنظام مالي عالمي أكثر عدالة وشمولية حنان مرسي

اقتصاد27-5-2023 | 11:09

أكدت حنان مرسي، السكرتير التنفيذي المساعد للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، أن الدول الأفريقية تعمل من أجل إعادة هيكلة النظام المالي العالمي ليكون أكثر عدالة وشمولية.

وأشارت حنان مرسي، في تصريحات على هامش الاجتماعات السنوية ل بنك التنمية الأفريقي التي اختتمت أعمالها أمس في شرم الشيخ، إلى أن مجموعة العمل الأفريقية رفيعة المستوى التي تضم وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة و لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا التي تعمل كسكرتارية لهذه المجموعة، وكذلك الاتحاد الافريقي والبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير و صندوق النقد والبنك الدوليين، تعمل بشكل خاصة من أجل مناقشة مسألة إعادة هيكلة النظام المالي العالمي، حيث بدأت عملها بداية العام الماضي، من خلال لقاءات منتظمة، حيث تم الاتفاق على مجموعة هامة من الطلبات لإصلاح النظام المالي العالمي ليكون اكثر عدالة وشمولية للجميع، وتم بلورة هذه المقترحات.

وأوضحت أن من أهم هذه المقترحات زيادة السيولة للدول الأفريقية وإتاحة تمويل بشروط أفضل، حيث تعرضت القارة الأفريقية للعديد من الصدمات العالمية التي لم تكن هي سببا فيها بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا والأزمات الناتجة عن تغير المناخ، مما أدى إلى انخفاض الموارد المتاحة للحكومات للتعامل مع هذه الأزمات مع زيادة تكلفة الاقتراض، ولذلك يطالب الوزراء الأفارقة بزيادة التمويل والسيولة المتاحة من خلال العمل على توفير التمويل الميسر من صندوق النقد والبنك الدوليين وأيضا من بنوك التنمية متعددة الأطراف والتي سيكون لها دور هام جدا في الفترة الحالية ولذلك هناك تأكيد على زيادة رأس المال لها.

وأشارت أيضا إلى مقترح من البنك الافريقي وبنك التنمية الأمريكي باستخدام حقوق السحب الخاصة التي يصدرها صندوق النقد الدولي في تمويل بنوك التنمية الإقليمية، من أجل زيادة السيولة المتاحة للدول النامية وخاصة الدول الأفريقية، بالإضافة الى توفير موارد للإقراض الإضافي من ثلاث إلى أربع مرات أكثر.

ونوهت حنان مرسي أيضا بالمطالبة بإصلاح الهيكل الحالي لإعادة هيكلة الديون في إطار عمل مجموعة العشرين التي وضعت إطار مشترك لمعالجة الديون، ولكن بعد عامين من إنشائها لم تتم إعادة الهيكلة إلا لدولة واحدة فقط من الدول التي تقدمت لذلك، وبالتالي فإن هناك حاجة لإصلاح وتطوير إطار إعادة هيكلة الديون ليكون أكثر مرونة وشفافية بما في ذلك التجميد التلقائي لخدمة الديون للبلدان التي تتقدم لهذا الإطار وتوسيع نطاق الأهلية ليشمل بلدان متوسطة الدخل، مضيفة أن تحقيق هذه المطالب من شأنه تسهيل إعادة هيكلة الديون.

وقالت المسئولة الأممية إن المجموعة الأفريقية تطالب أيضا بأن يكون للدول الأفريقية صوتا مسموعا في المحافل الدولية وأن يكون لها مقعد في مجموعة العشرين وهو الأمر الذي يشهد تطورا ونأمل أن يتحقق بنهاية العام الحالي، وبالإضافة الى ذلك تطالب الدول الأفريقية بزيادة قوة التمثيل والتصويت داخل الصندوق الدولي حيث يصل تعداد البلدان الأفريقية إلى أكثر من 1.4 مليار نسمة ولكن قوتهم التصويتية تقارب القوة التصويتية لدولة واحدة مثل ألمانيا التي لا يتجاوز عدد سكانها 84 مليون نسمة، مما يؤثر على حجم التمويل المتاح للدول الأفريقية من صندوق النقد الدولي، كما يؤثر على وزن أفريقيا في اتخاذ قرارات داخل صندوق النقد.

وحول زيادة حصة الدول الافريقية من حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولي، قالت حنان مرسي إنها تقدمت بعرض خلال اجتماع مجموعة العمل الأفريقية على هامش الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الأفريقي، لما يمكن إصلاحه في هذا النظام بما في ذلك اتاحة السيولة للنظام المالي العالمي وضرورة الربط بين توزيع حقوق السحب الخاصة واحتياجات البلدان النامية من السيولة، حيث إن ما يجري حاليا هو توزيع حقوق السحب الخاصة وفقا لحجم الاقتصاد والوضع المالي للدول مما يجعل ان الدول الكبرى التي لا تحتاج الى سيولة تحظى بنسبة أعلى من حقوق السحب الخاصة اكثر من الدول التي تحتاج فعليا الى هذه السيولة، وبالتالي فإن أحد مطالب الإصلاحات التي تقدمت بها المجموعة الأفريقية هي إعادة النظر في طريقة التوزيع لتتضمن إلى جانب نسبة تمثيل الدول في صندوق النقد والتي تعتمد على حجم اقتصاد كل دولة، الأخذ في الاعتبار احتياجات السيولة لكل دولة عند توزيع حقوق السحب الخاصة بحيث تؤدي الغرض المرجو منها.

وفيما يتعلق بعبء الديوان الذي تعاني منه الدول الأفريقية، أوضحت حنان مرسي أن خدمة دين الدول الأفريقية تمثل في المتوسط 22% من الدخل، مما يؤثر على الموارد التي كان يتعين أن يتم توجيهها إلى قطاعات مثل الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، حيث تضطر الدول إلى الإنفاق أكثر على خدمة الدين، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى إعادة هيكلة الديون في إطار عمل مجموعة العشرين، بالإضافة إلى ضرورة إتاحة التمويل والسيولة بشروط أفضل؛ لأن الشروط الحالية ليست مناسبة بالنسبة للكثير من الدول، من أجل إتاحة الفرص للدول الأفريقية للتعافي من الأزمات والاستثمار في التنمية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تغير المناخ.

وفيما يتعلق ببدائل الاقتراض الخارجي، قالت حنان مرسي إنه يتعين على الدول الأفريقية العمل على حشد وزيادة الموارد الداخلية بما في ذلك تنمية أسواق المال الداخلية وتحسين النظام الضريبي، والعديد من الأمور الأخرى التي يمكن القيام بها لتحسين الموارد الداخلية والمحلية على مستوى الدولة.

وأشارت إلى أن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا تساعد أيضا الدول الأفريقية من أجل تنويع اقتصاداتها والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق ونحو التصنيع والرقمنة. وأضافت أن اللجنة ساعدت مصر خلال رئاستها لقمة المناخ كوب 27 من الدعم الفني والمساعدة في الكثير من المبادرات التي تم طرحها.

كما ساعدت العديد من الدول الأفريقية في إصدار ما يسمي الديون مقابل مقايضات الطبيعة، حيث ساعدت أكثر من دول في تصميم واعداد طرح الديون في هذا الإطار، مما يوفر بعض الموارد من خلال تقليل تكلفة الدين، وبالتالي يمكن استخدامها في استثمارات سواء في العمل المناخي ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية أو الحفاظ على الطبيعة والبيئة.

أضف تعليق