في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، انطلقت فعاليات الأسبوع الدعوي ب مسجد الإمام الحسين بالقاهرة أمس الأحد، بعنوان: "إتقان العمل".
حاضر فى الفاعلية د. يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، و الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، وقدم له الدكتور أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الدكتور/ أحمد نعينع قارئًا، والمبتهل الشيخ عثمان هلال مبتهلا، وبحضور الدكتور محمود خليل، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، و الدكتور سعيد حامد مدير الدعوة مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور منتصف محمود مدير إدارة شئون الإدارات بالمديرية, والشيخ أحمد محمود مدير إدارة أوقاف وسط القاهرة، وجمع من رواد المسجد.
وفي بداية كلمته أكد د. يوسف عامر أن موضوع إتقان العمل موضوع من الأهمية بمكان، وأن الله (تبارك وتعالى) خلق الإنسان لتحقيق أمرين: الأمر الأول: عبادة الله (تبارك وتعالى) مع إحسان العبادة وإتقانها وتأديتها وفق مراد الله، والأمر الثاني: عمارة الأرض وصناعة الحضارة، يقول الحق (تبارك وتعالى): "هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"، وأن كلا من الرجل والمرأة مكلف بالعمل، وأن العمل عبادة، ونحن مطالبون بإحسان العمل الدنيوي والأخروي، فنحسن الصلاة ونحسن الصوم ، يقول رسول الله ( صلى الله عيه وسلم)" "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ" فمن لم يتقن عمله فهو من المفسدين في الأرض، فمن أتقن عمله أحبه الله (تبارك وتعالى)، يقول تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" فكل عمل نافع للإنسان ولغير الإنسان ولا يلحق الضرر بالعالمين يحبه الله (تبارك وتعالى)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) في حديثه عن معنى الإحسان: "أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ" فكلنا مسؤولون عن اتقان العمل حتى لا نكون عالة على غيرنا، فمن المهم قبل العمل التعلم واكتساب الخبرة والتجربة لنصل إلى درجة الاتقان.
وخلال كلمته، أكد الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر أن الإسلام دعا كل الناس إلى العمل رجلا كان أو امرأة قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ويقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "إن الله خلق الأيدي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فأشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية"، وأن على الإنسان العمل بإتقان سواء لعمل الدنيا أو لعمل الآخرة، والله (تبارك وتعالى) يكره الإنسان الفارغ، وأن تكسب الإنسان لرزقه من الحلال الطيب أفضل من سؤال الخلق.
وأوضح أن الله (تبارك وتعالى) ربط قضية الرزق بذاته (جل وعلا ) ولم يربطه بالأرض لنسعى لتحصيل الرزق الحلال الطيب معتمدين على الله (تبارك وتعالى)، قال تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"، وقد سوى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين الجهاد في سبيل الله وبين العمل الصالح الطيب لتحفيز الأمة على العمل و إتقان العمل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "حين مر عليه (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رجلٌ فرأى أصحابُ النبيِّ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) من جلَدِه ونشاطِه فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ اللهِ؟! فقال رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ):" إنْ كان خرج يسعى على ولدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ" فمن عمل للتباهي والتعالي على الخلق فليس في سبيل الله.
وأكد أن العمل عبادة يثاب الإنسان عليها بشرط تخير العمل الحلال مع إتقانه ونية نفع عباد الله ( عز وجل) به.