أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت أن أوكرانيا تقوم في الوقت الراهن بتكثيف هجماتها العسكرية ضد القوات الروسية على الرغم من كارثة انهيار سد كاخوفكا في جنوب البلاد وما نجم عنها من خسائر كبيرة.
وأضاف المقال الذي شارك في كتابته كل من إزوبيل كوشيو وفرانسيسكا إبيل أن قتالا شرسا يدور في الوقت الحالي في مناطق عديدة جنوب شرق أوكرانيا فيما يبدو أنه بداية الهجوم العسكري المضاد الذي أعلنت أوكرانيا القيام به خلال فصل الربيع الحالي لاسترداد الأراضي التي بسطت روسيا سيطرتها عليها منذ بداية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا أواخر فبراير 2022.
وأوضح أن الوضع في ساحة القتال يبدو معقدا للغاية في ظل المقاومة الشديدة التي تواجهها القوات الأوكرانية من جانب القوات الروسية والتي قامت في الفترة السابقة بتعزيز تحصيناتها على خط المواجهة.
وسلط المقال الضوء في هذا الصدد على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أمس الجمعة التي أكد فيها أن قتالا عنيفا يدور في الوقت الحالي بين الجانبين في منطقة دونيتسك ويتركز خاصة حول مدينة باخموت والتي تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها بالكامل خلال مايو الماضي.
وأشار المقال إلى أن القوات الأوكرانية تسعى في الوقت الحالي لتحقيق تقدم ملموس نحو منطقة زابورجية في جنوب شرق البلاد، موضحا أن الأمر ليس من السهولة بمكان حيث أن القوات الروسية قامت خلال الأشهر الماضية بتعزيز تحصيناتها هناك من خلال زرع الألغام وحفر الخنادق.
وفي هذا الخصوص لفت المقال إلى تصريحات نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ميلر أن القوات الروسية قامت في الآونة الأخيرة بتعزيز خطوط دفاعها حول مدينة أوريخيف التي تبعد حوالي 60 ميلا عن مدينة ميلتوبول، موضحة أن الجانب الأوكراني تحول في الفترة الأخيرة من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم في عدة محاور في منطقة دونيتسك.
وتعتبر تلك التصريحات من جانب نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، كما يقول المقال، أول تصريحات من مسئول رفيع المستوى في أوكرانيا تشير إلى بداية الهجوم العسكري المضاد على القوات الروسية.
وأضاف المقال أنه على الرغم من أن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على بداية العملية العسكرية المضادة إلا أنه، وبعد مرور ما يربو على 36 ساعة منذ بداية الهجوم، لم تصدر أي تصريحات من القيادة السياسية أو العسكرية الأوكرانية التي تفيد بتحقيق أي مكاسب عسكرية.
ولفت إلى أنه على ضوء الأوضاع الحالية بات من الواضح أن تلك المرحلة من الهجوم الأوكراني المضاد أكثر صعوبة من أي هجمات عسكرية شنتها القوات الأوكرانية منذ الخريف الماضي والتي تمكنت خلالها من استغلال بعض نقاط الضعف في صفوف القوات الروسية واسترداد بعض الأراضي في مناطق خاركييف وخيرسون.
وتطرق المقال إلى رد الفعل الروسي تجاه تلك التطورات حيث سلط الضوء على تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين أمس الجمعة التي أكد فيها أن هناك قتالا عنيفا يدور في الوقت الحالي بين الجانبين على خطوط المواجهة.
وتابع المقال أن وكالة الأنباء الرسمية الروسية (تاس) كانت قد نشرت أول أمس الخميس لقطات مصورة لعملية تدمير مجموعة من العربات القتالية الأوكرانية والتي كانت ضمن قافلة عسكرية تشمل دبابات من طراز ليوبارد الألمانية الصنع في منطقة زابورجية، فيما يعد مؤشرا قويا أن القوات الأوكرانية بدأت في استخدام الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها من الدول الغربية.
وأشار المقال إلى تصريحات لمسئول مخابراتي غربي رفيع المستوى أعرب فيها عن اعتقاده أنه أصبح من الواضح أن الجانب الأوكراني لم يستخدم قوته القتالية بالكامل وأن الضربة العسكرية الكبرى ضد القوات الروسية لم تبدأ بعد.