أوضحت دراسة علمية حديثة ان هناك جين بشري محدد، يلعب دورا حاسما في منع غالبية فيروسات إنفلونزا الطيور من إصابة البشر به.
وقد حدد باحثون في المملكة المتحدة، في دراستهم المنشورة في مجلة "نيتشر" العلمية، الجين الذي يحمل اسم "BTN3A3" أو "B-force"، ويمكن العثور عليه في الرئتين والجهاز التنفسي العلوي، ويعتبر جزءا من جهاز دفاعي أوسع في ترسانة المناعة البشرية ضد فيروسات الطيور.
وتنتشر إنفلونزا الطيور بشكل أساسي بين الطيور البرية، مثل البط والنوارس، ويمكن أن تصيب أيضا الطيور المستزرعة والدواجن المنزلية، مثل الدجاج والديك الرومي والسمان.
على الرغم من ندرة إصابة البشر بإنفلونزا الطيور، إلا أن بعض سلالات الفيروس تنتقل بشكل دوري إليهم؛ إذ تم الإبلاغ عن حالتين من أحدث حالات الإصابة بفيروس "H5N1" بين عمال مزارع دواجن في المملكة المتحدة في شهر مايو 2023، فيما تم اكتشاف حالات إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيور "H5N1" لأول مرة في هونج كونج في عام 1997، بينما على مستوى العالم منذ عام 2003، فقد تم الإبلاغ عن 873 إصابة بشرية بفيروس "H5N1" لمنظمة الصحة العالمية، توفي من بينهم 458 شخصا.
وتوصلت نتائج الدراسة الحديثة إلى أن بعض فيروسات إنفلونزا الطيور والخنازير تمتلك طفرة جينية تسمح لها بالهروب من تأثيرات الحجب لجين "BTN3A3" لكي تصيب الأشخاص بها، ومن خلال تتبع الباحثين لتاريخ أوبئة الإنفلونزا البشرية وربط المقاومة للجين بأنواع الفيروسات الرئيسية، خلصوا إلى أن جميع أوبئة الإنفلونزا البشرية، بما في ذلك الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، ووباء إنفلونزا الخنازير عام 2009، كانت نتيجة لسلالات مقاومة لجين "BTN3A3".
وأشارت الدراسة في نتائجها، إلى أن مقاومة جين "BTN3A3" يمكن أن تساعد العلماء مستقبلا في تحديد ما إذا كانت سلالات الإنفلونزا تمتلك إمكانية وبائية بشرية أم لا، وقد ينتج عن ذلك إجراء اختبار الطيور البرية والدواجن والحيوانات الأخرى المعرّضة لفيروسات الإنفلونزا مثل الخنازير، من أجل الكشف عن الفيروسات المقاومة لجين "BTN3A3".