إن الصلاة فريضة من الفرائض التى افترضها الله عز وجل على عباده ، وهى أول أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهى الفارق بين المسلم وغيره، وهى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله.
فينبغي على مسلم ومسلمة المحافظة عليها كما أمر الله عز وجل وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن عظم أهمية الصلاة فى الإسلام أن ثواب أداءها فى جماعة أفضل بكثير من صلاتها منفرداً .
وقد رغَّبَ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من صلى الفرض منفردًا ثم رأى جماعةً يصلون هذا الفرض أن يصليها معهم؛ كما رُوي عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلِّها فإنها لك نافلة» رواه أبو داود.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فإنها» الضمير فيها يحتمل عوده على الأولى التي يصليها المصلي منفردًا، ويحتمل عوده على الثانية التي يصليها في الجماعة، وبكلٍّ من الرأيين قال العلماء رحمهم الله تعالى.
فقد كان معاذ رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشاء ثم يذهب ويؤم قومه بها فتكون لهم فريضةً وله نافلةً، فحديث أبي داود عام لم يستثنِ الثلاثية من بقية الصلوات، فلا معنى لاستثنائها وإلزام زيادة ركعة رابعة.