القصة الحقيقة.. «هويام» المرأة التي أسرت قلب السلطان سليمان

القصة الحقيقة.. «هويام» المرأة التي أسرت قلب السلطان سليمانهويام

ثقافة وفنون8-8-2023 | 19:50

"أنا ال سلطانة هويام" عندما نسمع هذه العبارة نتذكر على الفور المسلسل التركي "حريم السلطان" وشخصية "هويام" الملكة التي قلبت كيان السلطان سليمان رأساً على عقب، هذه الشخصية الموجودة في المسلسل ليست شخصية خيالية، في السطور التالية نصحبكم لرحلة من قلب القصر العثماني لنتعرف على القصة الحقيقية لل سلطانة هويام والسلطان سليمان.

قصة ال سلطانة "هويام" قصة حقيقية اسمها الحقيقي ألكسندرا ليسوفسكا ولدت في بلد تسمى "روهاتين" وهي تقع في غرب اوكرانيا، هناك من يقول ان والدها قس اوكراني ارثوذكسي لكن في رواية آخرى تقول ان اصلها كان يهودي، وتم اختطافها وكان عمرها 15 سنة خلال هجوم تتار القرم على شبة الجزيرة وتم بيعها في البداية ثم قام احدهما بتقديمها هديه للقصر العثماني حتى تكون من جواري السلطان سليمان القانوني في تركيا.

هويام لم تكن سلطانة عادية بل كانت من أقوى سلطانات الدولة العثمانية وكان لها دور كبير في تغيير الأحداث، فهي اول سلطانه كان لها تدخل في السياسة واتوجه لها اتهامات تاريخية منها اصدارها لحكم إعدام الصدر الأعظم "إبراهيم باشا" وأكبر أبناء السلطان سليمان وولي عهده الأمير مصطفى.

هويام انتقلت من كونها جارية في القصر الي الزوجة الثانية للسلطان العثماني ووالدة ابنه وخليفته سليم الثاني.

كان لها تأثير سحري على السلطان وكان لا يرفض لها طلب وهناك من يقول ان السلطان سليمان حبها لها كانت ذكية ومرحة حتى انه كان يقول عليها ال سلطانة المرحة.

اسم هويام اطلقه عليها السلطان سليمان وهو باللغة التركية "هورام" لكن عندما ينطق بالعربية يقال عليه "هويام"، وسماها هذا الأسم بسبب ارسالها رسائل حب وغرام له عندما كان يسافر للحروب.

أصبحت هويام سريعاً السيدة الثالثة للقصر بعد انجاب ابنها الأول محمد عام 1521، و كانت ال سلطانة الأم و أم ولي عهده "مصطفى" هما السيدتان الأولى والثانية بالقصر حتى جاءت هويام وكسرت كل القواعد.

طلبت من السلطان نقل مقر الحريم السلطاني من قصر "بايزيد" إلى قصر طوب قابي حتى تتمكن من كيد النساء التي في القصر، و حصلت صراعات بينها وبين ال سلطانة الأولى الأم، بسبب غيرة الأم منها، لكنها كانت دائما الطرف الأقوى في اي صراع بسبب عشق السلطان لها.

و كانت هي السبب الرئيسي ايضا في غضب السلطان على زوجته الأولى وأبنه ونقلهم عام 1533 إلى مانيسا.

هويام كسرت كل القواعد واصبحت اول جارية يتزوجها السلطان وهذا لم يكن يحدث تماماً في الولاية العثمانية، و السبب الرئيسي في زواج السلطان منها إنجابها جيهانجير والذي كان له ظروف صحية خاصة.

وعندما تزوجها رقاها السلطان من السيدة الثالثة بالقصر للسيدة الثانية بعد نقل ال سلطانة الأم بأمر منها.

وليس هذا فحسب بل جعلته يقيم لها فرح سبع ليالي وانجبت للسلطان عدة امراء منهم: جيهانجير ومحمد وبيازيد وعبد الله وسليم بالإضافة للسطانة ماهريماه والعديد من الأولاد الذين ماتوا وهما صغار.

و بدأ عصر الحريم عام 1543 بعد وفاة السيدة الاولى ال سلطانة الوالدة، ووقتها زاد نفوذ هويام بشدة في القصر العثماني أكثر من أي وقت.

هويام على الرغم من انها كانت "امرأة صعبة في طباعها" الا انها قدمت أعمال خيرية للدولة العثمانية وكان هدفها ان شعبيتها تزيد، كانت دائما تحرص على تقديم الطعام لغير القادرين والفقراء، و قامت ببناء مدرستين لتحفيظ القرآن ومسجد ومستشفى نسائي.

وأنشأت حمام لخدمة المصلين في آيا صوفيا وأنشأت حمامًا آخر لخدمة المصلين أيضًا في القدس، و قامت ببناء حمامان يحملان اسمها ويعتبران نموذجًا معماريًا مخلد.

كانت من ناحية آخرى تفعل المكايد في الناس التي لا تحبهم فكانت سبب رئيسي في اعدام الصدر الأعظم الوزير إبراهيم باشا، وكانت دائما تفكر في كيفية التخلص منه حتى يزيد نفوذها أكثر وأكثر، لكن في بعض المؤرخين قالوا ان الصدر الأعظم إبراهيم باشا أستحق تلك النهاية بسبب أخطاؤه ومطامعه التي ليس لها نهاية.

و تخلصت ايضا من ابن السلطان الأكبر مصطفى بمساعدة ابنتها ماهريمها ورستم باشا عن طريق التوقيع بينه وبين السلطان سليمان.

ذكر بعض المؤرخين أن هويام ماتت مسمومة على يد أحدى الوصيفات للسلطان التي كانت على علاقة بالصدر الأعظم إبراهيم باشا، ودفنت في ضريح تابع للمسجد السليماني ودفن زوجها السلطان سليمان بجوارها بعد رحيله وكانت تلك هي وصيته قبل وفاته ان يدفن بجوارها.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2