تغير المناخ.. يهدد الاقتصاد العالمي

تغير المناخ.. يهدد الاقتصاد العالميتغير المناخ

اقتصاد15-8-2023 | 09:02

حرائق مستعرة و محاصيل زراعية مدمرة و فيضانات وأمطار وارتفاع غير مسبوق فى درجات الحرارة تسبب فى وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص فى العالم العام الماضى وسقوط ضحايا جدد العام الحالي، حتى أصبح الموت «حرا» أمرا معتادا، بعد أن جلبت موجات الحر فى يوليو الماضي درجات حرارة قياسية عالية عبر ثلاث قارات وأدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات مميتة فى جميع أنحاء العالم.

وبينما تستمر درجات الحرارة فى الارتفاع بفعل تغير المناخ تتوالى معها الآثار المدمرة للاقتصاد العالمي، حيث تظهر الدراسات الحديثة أن الحرارة الشديدة، فى حال استمرارها، قد تستنزف سدس النشاط الاقتصادى العالمى بحلول عام 2100.

وكشفت دراسة نقلتها وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن المشروع العلمى الدولى «فريق إسناد الطقس فى العالم» سجّل درجات حرارة بمستويات قياسية فى كل من الصين والولايات المتحدة ومناطق تقع جنوب أوروبا، فيما تمتد القائمة لتشمل عددا من الدول الأخرى.

وأضافت الدراسة أنه لولا تغيّر المناخ بفعل نشاط البشر لكانت تلك الظواهر، مشيرة إلى أن موجة الحر الشديدة عرّضت حياة الملايين من البشر للخطر، ورفعت الطلب على الطاقة، فيما تسببت فى تدمير المحاصيل الزراعية، الأمر الذى يهدد الأمن الغذائى العالمى.

وتقول مديرة مركز «ريزيلينس» فى المجلس الأطلسى، كاتى بومان ماكلويد، إن «ارتفاع درجات الحرارة يهوى بالنمو الاقتصادى». وتضيف ماكلويد أن ارتفاع درجات الحرارة «يضغط على اقتصادنا نزولاً.. فممرات المطارات تتشقق وخطوط المترو تتعطل والمطاعم تغلق أبوابها، لأن العاملين فى المطبخ لا يمكنهم تحمل الحرارة بهذا الشكل».

مستوى خطر
ويتوقع معظم الخبراء وعلماء المناخ أن تستمر درجات الحرارة فى الارتفاع، بل ربما تزيد فى المستقبل، وستكون تلك الموجات أشد وطأة وتأتى على فترات أقرب وبوتيرة أكبر، فإذا كانت درجات الحرارة عالمياً فى الفترة الحالية أعلى بمعدل 1.1 درجة مئوية عن معدلاتها الطبيعية، وأدى ذلك إلى ما نشهده من حرائق وتوقف أشغال وتعطل قطاعات اقتصادية، فما بالنا حين يصل الارتفاع إلى الحد الذى قدره العلماء كمستوى خطر بزيادة 1.5 درجة مئوية، ففى تلك الحالة، ومع توقع مزيد من موجات «القبة الحرارية» من الصين إلى إيطاليا إلى الولايات المتحدة وكندا ستتضرر قطاعات من البناء والتشييد إلى الزراعة والتصنيع والنقل والتأمين وغيرها.

وفى هذا السياق، أشارت شبكة الـ «سى إن إن» فى تقرير لها إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الحرارة الشديدة قد تكلف الولايات المتحدة 100 مليار دولار سنويا من خسارة الإنتاجية وحدها.

وحسب أبحاث «المجلس الأطلسى»، فإن محصول الذرة، أكبر المحاصيل الزراعية فى الولايات المتحدة، يخسر ما يصل إلى 720 مليون دولار سنوياً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ويتوقع أن تصل تلك الخسائر بحلول عام 2030 إلى 1.7 مليار دولار.

أما بالنسبة لدول أوروبا، ولا سيما على حوض المتوسط، فتعانى من ارتفاع حاد فى درجات الحرارة أدى للعديد من الأزمات البيئية ومنها الجفاف وتدنى مستويات أنهار أوروبية والحرائق التى ازدادت وتيرتها كثيرًا فى الغابات، فضلا عن وفاة العشرات بسبب الطقس القاسى.

في إسبانيا وحدها، تعرض أكثر من 65000 هكتار للحرق، فى النصف الأول من عام 2023 فقط، وهو ما يمثل 55٪ من الأراضى المحروقة فى الاتحاد الأوروبى.

اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر اضغط هنا

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2