غيرت مسار التاريخ.. ماذا تعرف عن معركة اليرموك؟

غيرت مسار التاريخ.. ماذا تعرف عن معركة اليرموك؟صورة أرشيفية

الدين والحياة20-8-2023 | 19:11

في مثل هذا اليوم والذى يوافق العشرون من أغسطس، وهي ذكرى انتصار المسلمون بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، على الروم بقيادة جابان عام 636 م.

حصلت معركة اليرموك في منطقة من مناطق بلاد الشام، وتحديداً بالقرب من نهر اليرموك، الذي ينبع من جبال حوران ويصبُّ في غور الأردن، ثمّ في البحر الميت وينتهي في جنوب الحولة، أمّا مكان المعركة تحديداً فكان في وادٍ قرب نهر اليرموك قبل أن يلتقي بنهر الأردن، وكان موضع جيش الروم في الجهة اليسرى من نهر اليرموك، أمّا المسلمون فقد اختاروا الجهة اليُمنى منه، وأقاموا فيها معسكرهم، وقد أغلقوا بذلك الموقع على الروم الذين بلغ عددهم ما يزيد على مئتين وأربعين ألف مقاتل، وهو عدد كبير مقارنةً مع المعارك التي خاضها المسلمون، بينما لم يبلغ عدد جيش المسلمين إلّا ستةً وثلاثين إلى أربعين ألف مقاتل، وهو عدد قليل جداً مقارنةً بعدد جيش الروم.

لمّا علِم هرقل عظيم الروم أنّ المسلمين خروجوا لقتالهم، جمع أكابر قومه، وقال لهم: (وَيْحَكم، إنّ هؤلاء أهل دين جديد، وإنّهم لا قِبَل لأحد بهم، فأطيعوني وصالحوهم على نصف خَراج الشام، وإن أبيتُم أخذوا منكم الشّام، وضيّقوا عليكم جبالَ الرّوم)، وأمر الجيوش بأن تخرج لقتال المسلمين، وأرسل يومها عدداً هائلاً من الجُند؛ حيث أمر بخروج الجيوش الروميّة بصحبة الأمراء؛ لمقابلة كلّ أمير من أمراء المسلمين بجيش مَهيب، فبعث إلى كلّ سريّة من سرايا المسلمين عدداً كبيراً من المقاتلين، في حين أنّ عدد الجند في سراياهم لم يُجاوز واحداً وعشرين ألف مقاتل، باستثناء سريّة عكرمة التي كانت تُرابط في أطراف الشام، وكان تعدادها ستّة آلاف مقاتل.

أرسل أبو بكر الصّديق خالداً ليُساند جيش المسلمين في اليرموك، فانطلق إليهم وبرفقته ستة آلاف وخمسمئة مقاتل، ولمّا وصل جند الروم إلى موقع المعركة، نزلوا في الوادي فأصبحوا في خندق مُحاصَر، وقد وصلهم مدد من القساوسة والرّهبان لحثّهم على قتال المسلمين، فبلغ عددهم مئتين وأربعين ألف مقاتل، وكان من بينهم ثمانون ألف فارس.

تولّى قيادة جيش المسلمين خالد بن الوليد رضي الله عنه أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لقَّبه سيف الله المسلول، اشتُهر الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بالتكتيك والدهاء العسكري وحقَّق العديد من الانتصارات في مئات المعارك التي خاضها ضد الروم والفرس وحلفائهم والقبائل العربية، وحققت انتصاراته فتح كامل لشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد فارس، واشتهر خالد بن الوليد رضي الله عنه عبر التاريخ بعبقريته العسكرية الفذة.

فرق خالد بن الوليد الجيش بخَيْلَيْن، فكان هو على أحدهما خلف الميمنة، وكان على الخيل الأخرى قيس بن هبيرة، وأمر قائد قلب الجند أبا عبيدة أن يتأخر حتى يكون خلف الجيش، فإذا انهزم أحد جند المسلمين ثمّ رآه استحيا منه وعاد للقتال، وأمّر أبو عبيدة مكانه سعيداً بن يزيد رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، ثمّ تبارز الجمعان بعد أن خطب بالمسلمين أبو عبيدة، ومعاذ بن جبل، وعمرو بن العاص، وأبو سفيان، وأبو هريرة رضي الله عنهم، وأخذ جيش الميسرة موضع جيش الميمنة، وأعملوا سيوفهم في جيش الروم حتّى أثقلوا فيهم، وأخذ جيش الميمنة مكان الميسرة، وحينها جاء خبر وفاة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه، واستخلاف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المسلمين، وأنّ عمر بن الخطاب جعل قائد الجند أبا عبيدة مكانه، وقد أخذ خالد بعدها مكان قلب الجيش، وأعمل سيفه ومن معه من المسلمين في الروم، حتى كان النصر حليفاً لهم.

أضف تعليق